خبراء بغزة يباشرون تحديد هويات 90 جثة فلسطينية أعادتها إسرائيل

تسليم جثث وبلبلة في جهود التعرّف

قال مسؤول صحي في غزة إن خبراء يعملون حاليًا على التعرف على هويات 90 فلسطينيًا سلَّمتهم إسرائيل مقابل جثث رهائن إسرائيليين قُتِلوا. وأكد د. محمد زقوت، المدير العام للمستشفيات في وزارة الصحة التي تُديرها حماس، أنّ الفريق سيلجأ إلى نشر صور للجثث على الإنترنت إذا فشلت محاولات التعرف الرسمية، ليتسنى للعائلات البحث عن ذويهم.

لا تزال ظروف وفاة وملكية هذه الجثث غير واضحة: تُحفظ الجثث في مستشفى ناصر في خن يونس، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت تعود لأشخاص قضوا داخل غزة أم أثناء احتجازهم لدى السلطات الإسرائيلية. وأظهرت لقطات مصوَّرة من مشرحة المستشفى، التقطها مصوِّر صحفي حر يعمل لصالح هيئة إعلامية، جسد رجل مربوط العينين، وآخر يبدو عليه علامات حول الرسغين والكاحلين.

طالبت هيئة الصحة العسكرية الإسرائيلية ووزارة العدل بالتعليق على هذه المشاهد؛ وكلاهما سبق أن نفى مزاعم المعاملة السيئة الواسعة أو التعذيب للمحتجزين.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع حماس، تعهدت إسرائيل بتسليم 15 جثة فلسطينية مقابل كل رهين إسرائيلي متوفى. حتى الآن قالت إسرائيل إن رفات ستة رهائن إسرائيليين قد عُادت، كما أعيدت جثة رهينة من نيبال إلى جانب رفات شخص آخر لم يكن رهينة. ودعت إسرائيل حماس إلى بذل «كل الجهود اللازمة» لاسترجاع جثث الـ21 رهينًا المتبقين المتفق عليها.

كما سلّمت حماس، يوم الإثنين، آخر 20 رهينة أحياء مقابل إطلاق سراح 250 سجينًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية وإطلاق سراح 1,718 موقوفًا من غزة. وسلمت السلطات الإسرائيلية 45 جثة فلسطينية إلى اللجنة الدولية للصليـب الأحمر يوم الإثنين، وتلتها دفعة أخرى مكونة من 45 جثة يوم الأربعاء، فنقلتها اللجنة إلى مستشفى ناصر.

يقرأ  روسيا: لا وجود لقوات الناتو بينما يناقش حلفاء كييف ضمانات أمنية

وقال د. زقوت أمام المستشفى إن المجموعة الأولى من الجثث كانت محفوظة في ثلاجات لدى السلطات الإسرائيلية، «بعضها قابل للتعرّف بوضوح، والبعض الآخر يصعب تمييزه». وأضاف: «حالما تُؤكَّد الهويات سننشر الأسماء لكي تستطيع العائلات المجيء والتعرّف والدفن».

إلا أنّ المسؤول الصحي أشار إلى أن الجهات الصحية لم تتلقَّ حتى الآن معلومات مساعدة مثل الأسماء أو ظروف الوفاة، مضيفًا: «ما وصلنا هي جثث مرفقة بشيفرات وأرقام فقط. وقد وُعدنا بأنّ الأسماء ستُزوَّدنا بها؛ ونحن بانتظار توضيحات من زملائنا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وتابع: «إذا وردتنا الأسماء من [إسرائيل] سنُنشرها، وإن لم يحدث فسنضطر لإنشاء رابط يُنشر عليه صور الشهداء القابِلين للتمييز».

بحث أمّ عن ابنها

خارج مستشفى ناصر وقفت راسمية قديح من بلدة خُزاعة شرق خان يونس، تبحث عن ابنها فادي (36 عامًا) المفقود منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين أطلقت إسرائيل حملة على غزة ردًا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأخذ حوالي 251 رهينًا.

وتشير بيانات وزارة الصحة في القطاع، التي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة، إلى أن ما لا يقل عن 67,938 شخصًا قُتلوا في غزة منذ ذلك الحين.

قالت راسمية: «لا أعرف إن كان سجينًا أم شهيدًا. تواصلت مع الجميع؛ لم يخبرني أحد بشيء». وأضافت: «كلما يُفرَج عن سجناء أسألهم: هل رأيتم فادي؟ هل هو سجين أم شهيد أم مفقود؟ يقولون لا. كل سجن في النقب يقول إنه لم يسمع بهذا الاسم؛ وكل شخص يخبرني شيئًا مختلفًا».

وروت أن الانتظار لمعرفة مصير ابنها هو أصعب تجربة عاشتها، قائلة: «لستُ منفعلة… أريد فقط أن أعرف إن كان ابني بينهم. وإن لم يكن، وإن لم يجدوه بين هؤلاء الشهداء، سأكون مصدومة». واستدركت: «لو كانت هناك أي علامة سأتعرّف عليه — ساقه مبتورة ولديه البهاق… شعره أبيض. سأعرفه».

يقرأ  استقالة وزير الخارجية الهولندي بعد فشله في فرض عقوبات على إسرائيل

أضف تعليق