مرشح سني قُتل قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في نوفمبر

يُعد هذا الاغتيال الأبرز خلال هذه الانتخابات، وأحد أعنف الاعتداءات التي شهدها العراق في الذاكرة القريبة.

أسفر انفجار سيارة مفخخة يوم الأربعاء عن مقتل صفاء المشهداني، مرشح برلماني سُنّي عراقي كان يخوض الانتخابات المرتقبة المقررة في نوفمبر. وكان المشهداني عضوًا في مجلس محافظة بغداد.

أُلصقت عبوة ناسفة بمركبته وفجرت في منطقة شمال بغداد، ما أدى إلى مقتله وإصاباة أربعة من مرافقيه، وفق تقارير صحافية.

على الرغم من أن الاغتيالات وقعت سابقًا، وغالبًا ما نُسبت إلى ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، فإن هذا الحادث يمثل الاغتيال الأبرز في سياق الانتخابات والهجوم الأكثر وضوحًا في العراق في الفترة الأخيرة.

في عام 2020 اغتال أتباع ميليشيا شيعية الباحث والخبير هشام الهاشمي في بغداد، وكان القتلة مرتبطين بكتائب حزب الله، ذاتها المجموعة التي اختطفت الباحثة إليزابيث تسوركوف في بغداد عام 2023. وأُفرج عن تسوركوف، الحاملة للجنسية الإسرائيلية والروسية، في سبتمبر 2025.

وبحسب التقارير، فقد امر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، القائد العام للقوات العراقية، بفتح تحقيق في الهجوم واغتيال المشهداني. كان المشهداني مرشحًا عن ما يُعرف بـتحالف السيادة. وصفت العربية الحزب بأنه «أحد الأحزاب السنية الكبرى المتنافسة في الانتخابات»، بقيادة خميس الخنجر ورئيس البرلمان محمود المشهداني.

رجل عراقي يفحص الموقع الذي انفجرت فيه عبوة موصولة بسيارة، ما أدى إلى انفجار خزان غاز مجاور، في بغداد، العراق، 29 أكتوبر 2022. (المصدر: رويترز/وسام العكيلي)

تحالف السيادة معروف بالعربية باسم «تحالف السيادة». وأشارت شبكة كردستان 24 إلى أنه «وفقًا للتقارير الأولية وقع الانفجار في قضاء الطارمية شمال بغداد، حيث اشتعلت سيارة المشهداني النارية ما أدى إلى مقتله فورًا. وتظهر لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة الانفجار ودخانٌ كثيف يتصاعد من المركبة المشتعلة».

يقرأ  نُغلقُ الحسابَ الأخلاقيَّ باسمِ ضحايا ٧ أكتوبر

قال التقرير إن «المشهداني، السياسي السني وأحد الوجوه البارزة داخل تحالف السيادة الذي يقوده خميس الخنجر، كان يعتبر من أكثر القيادات المحلية شعبية وتأثيرًا في بغداد. وزيادة شعبيته، خصوصًا بين الناخبين الشباب والمجتمعات السنية في العاصمة، جعلته مرشحًا قويًا في السباق البرلماني القادم وركيزة انتخابية مهمة لتحالفه».

علاقات عائلية غير واضحة

لم يتضح حتى وقت النشر ما إذا كانت هناك صلات عائلية بين الضحية ورئيس البرلمان محمود المشهداني، الذي يُعد أيضًا من قادة حزب السيادة.

نعى رئيس البرلمان محمود المشهداني صفاء المشهداني ووصف الهجوم بأنه «جبان». وكان محمود المشهداني عضوًا في البرلمان منذ 2005، وانتُخب بعد الغزو الأمريكي، وتولى رئاسة المجلس منذ 2024.

منصب رئيس البرلمان يعد موقعًا سنيًا محوريًا في بنية السلطة العراقية. تهيمن الأحزاب الشيعية عادة على رئاسة الحكومة، بينما يتولى رئيس الجمهورية كرديًا، ما يتيح توازنًا طائفياً يشبه بعض جوانب النظام في لبنان، وإن كان العراق أقرب إلى ديمقراطية أغلبية حيث لا تُحمى المقاعد بالطريقة نفسها للمجموعات.

وفي العام الماضي، نقلت شفق نيوز أن حزب السيادة سعى لدفع مرشحه المشهداني إلى منصب الرئاسة، وأصدر بيانًا يحث الأحزاب السنية على «الابتعاد عن الخضوع لأفراد أو مجموعات تحاول التحايل على حق الأغلبية السنية وتقويض المبادئ الديمقراطية والحقوق الوطنية التي تضمن مشاركة جميع العراقيين دون استبعاد أو تهميش».

أشار التقرير أيضًا إلى أنه «رغم عقد عدة جلسات برلمانية لانتخاب رئيس جديد للمجلس، فشلت الكتل السياسية في التوصل إلى توافق. يصر تكتل تقدم، بقيادة الحلبوسي، على الاحتفاظ بالموقع باعتباره استحقاقًا له، بينما يرى تكتل السيادة بزعامة الخنجر ومجموعات سنية أخرى أن المقعد يجب أن يمثل المجتمع السني بأكمله وليس حزبًا أو كتلة واحدة».

يقرأ  قانون «الوصايا العشر» في تكساس يوقع المعلمين في مأزق أخلاقي ومهني

تفيد التقارير بأن حزب السيادة تحالف مع أحزاب أخرى، من بينها تحالف عزم. ويترأسه رجل الأعمال الخنجر، ويضم أيضًا وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، الذي لعب دورًا في هزيمة داعش.

قد يكون هذا الاغتيال مقدمة لمزيد من الاعتداءات قبل الانتخابات، أو رسالة من خصوم سنّة أو شيعة موجهة إلى حزب السيادة وقيادته.

أضف تعليق