كيفية إنشاء مسارٍ قصصيٍّ تفاعليّ دليل عملي خطوةً بخطوة

في الحديقة المجاورة لمنزلي، حيث أخرج كلبي في نزهات السبت الطويلة، هناك مسار للقصة. إن لم تتسنّ لك زيارته من قبل، فمسار القصة طريقة تفاعلية مسلية للاستمتاع بالقراءة أثناء التواجد في الخارج.

يتكوّن المسار من صفحات كتاب مصور تُفَصَّل، تُغَلَّف وتُعلّق على امتداد درب مشي أو في حديقة. ولحسن حظي، تحرص المكتبة المجاورة للحديقة على تحديث مسار القصة بما يتوافق مع المواسم. بينما يتمشى كلبي، أقرء الصفحات.

في الربيع، بين أزهار النرجس، أتابع كيف تكبر «الدودةُ الجائعةُ جدًا» لإريك كارل.
في الصيف، وبحذاء الشباشب، أشعر بالتعاطف مع جباري في «جباري يقفز» وهو يتساءل إن كان سيغوص من منصة الغوص العالية أم لا.
في الخريف، مستوحاة من كتاب «رجل الأوراق» لويس إهلرت، أجمع أوراق القيقب القرمزية وأوراق البنّ الشاحبة.
وفي الشتاء، وأنا أخطو في الثلج، أشنفُ أذني لسماع نقيق بومة قرن العريض، تمامًا كما استمعت الفتاة ووالدها في «ليلة البومة».

في هذه الحديقة، يتألف مسار القصة عادة من صفحات كتب مصوّرة مألوفة—كتب تُروى من حضن الأمهات والآباء والأجداد؛ كتب تحمل دفء المحبة. ومع مرور المواسم لاحظت شيئًا بسيطًا لكن عميقًا: القصص تُسعد الناس من كل الأعمار. فكّرت: هل سيستمتع طلابي في المرحلة الإعدادية بمثل هذا المسار؟ ظننت ذلك فقرّرت أن أُعد واحدًا.

كيف تُنشئ مسار قصة

1) اختر نصًا مناسبًا.
اختر كتابًا أو قصة قصيرة أو مجموعة شعرية. تأكد أن القطعة تنفصل إلى أقسام منطقية. للقصص، أفضل أن تكون أقل من 20 صفحة/موقف. للشعر، اختَر ثلاث إلى ست قصائد تدور حول موضوع مشترك. حاول أن يتناغم الخارج مع النص أو على الأقل لا يتضارب معه.

2) قسم النص إلى محطات.
قسم القصة أو القصائد إلى محطات (صفحة أو قصيدة لكل محطة). سيُعرض كل موقع على لوحة أو لافتة مترتبة حتى يفهم الطلاب التسلسل.

يقرأ  برلين تطالب تل أبيب بوقف إنشاء المستوطنات في الضفة الغربية

3) حضّر الصفحات أو القصائد.
اطبع نسخًا كبيرة سهلة القراءة لكل صفحة أو قصيدة. غلِّفها لتحميها من تقلبات الجو.

4) خطّط المسار.
اختر طريقًا آمنًا وميسّرًا حول المدرسة: على طول السياج، حول ساحة اللعب، عند جدران المدرسة، أو عبر ممر طبيعي. إن كان الجو قاسياً جداً يمكن نقل المسار للداخل في الممرات أو المكتبة.

5) علّق الصفحات.
ثبت كل صفحة مغلّفة على أغصان الأشجار أو أعمدة السياج أو الحوائط باستخدام خيط أو أربطة بلاستيكية أو لاصق. تأكّد من وضوح الرؤية والمسافة بين المحطات وضعها على مستوى العين لراحة الطلاب. امنح مسافة كافية للحركة وربما للحوار؛ يمكنك إضافة أسئلة نقاش أو أنشطة تفاعلية للردّ على النص.

6) شارك، احتفل وتأمل.
اجمع الطلاب في النهاية واطلب منهم مشاركة ما أعجبهم أكثر. دع عائلات الطلاب تشارك في النزهة إن أمكن. اجعلها تفاعلية—مثلاً اطلب من الطلاب رسم محطتهم المفضلة ثم علّق أفضل الرسومات.

مثال من فصلي
كنا نقرأ شعرًا، فقررت أن أحوّل المسار إلى مسيرة شعرية. نسختُ قصائد ذات طابع خريفي على نسخ مصغّرة. بدل تغليفها بالبلاستيك، استخدمتُ حافظات جافة قابلة لإعادة الاستخدام ذات فتحة معزّزة في الأعلى، ووضعت داخل كل منها عددًا كافيًا من القصائد ليحصل كل من أكثر من 130 طالبًا على نسخة. أثناء التحضير بحثت عن ثلاث محطات مناسبة وعلّقتها في أغصان شجر مناسبة لتكون المسافة بين المحطات كافية لتكون نزهة وتمرينًا خفيفًا في آن معًا.

ستيفي مككورت

توقّعات لمسار القصة

من المهم ضبط التوقعات عند أخذ مجموعة كبيرة من التلاميذ في الهواء الطلق. قبل الانطلاق، راجع النقاط التالية معهم:

1) الأصوات يجب أن تتلاءم مع المكان.
اشرح أن نبرة الصوت الداخلية ستستخدم في الخارج. يجب أن يسمع الجميع القارئ—لا صياح عبر الطريق.

يقرأ  بين الآمال والمخاوف: غزة وإسرائيل تترقّبان وقفًا محتملاً لإطلاق النار

2) الحركة جزء من التجربة.
المشي بهدوء بين المحطات متوقع. الاستناد إلى شجرة أثناء الاستماع أو القراءة جميل. التمدد على العشب مقبول. الإمساك بجوز البلوط لإلقائه على صديق؟ غير مقبول.

3) احترم المكان.
تحدث عن معنى المحافظة على الأرض. لا تدعُ النباتات تُداس. لا تلقِ القمامة—بل التقطها إن وجدتها، خاصة إن تركها الآخرون. احذر من التسلق في أماكن غير مخصصة.

4) ركّز على الحواس.
كيف يؤثر التواجد في الخارج على فهم النص؟ ماذا يسمع الطلاب ويرون ويحسون؟ قد يكون من المناسب للطلاب الأكبر سنًا إحضار دفاتِر صغيرة أو ألواح مخصصة لتدوين ملاحظاتهم.

لماذا فكرة مسار القصة رائعة

هناك شيء رائع عندما يخرج الطلاب من بين جدران الصف إلى قلب القصة. في يوم خروجنا كانت الأجواء مثالية: الشمس مشرقة ونسيم لطيف يهزّ الأوراق فوقنا. بينما كنا نقرأ قصيدة بعنوان «أكتوبر» لغاري سوتو بدا الكلام وكأنه ينبض حياةً جديدة. لم نعد نقرأ النص فقط، بل كنا نعيشه.

مع انتقالنا من قصيدة إلى أخرى تناوب الطلاب على القراءة بصوتٍ عالٍ عن الأشجار والسماء والحيوانات وهم يقفون في أبهى مواقعها. بدا أمرٌ معجزيًا كيف انسجم إيقاع بيت شعري مع لحن الرياح وكيف أعطت دفء الشمس للقصيدة إحساسًا مغايرًا. تذكّرني هذه التجربة بأمر مهم: التعلم لا يجب أن يقتصر على وراء المكاتب، بل أحيانًا يكون في الخارج أصدق وأعمق.

لمزيد من المقالات اشتركوا في النشرات الإخبارية.

أضف تعليق