في أوائل شهر آب، اجتمع عدد محدود من الفنانين والأصدقاء في مرسم ببروكلين حاملين سؤالاً مشتركاً: في ظل تشدّد إدارة ترمب تجاه المشهد الفني، ما الذي يمكن وأن يجب أن يفعله الفنانون؟ من سلسلة لقاءات أسبوعية وحوارات وُلدت مبادرة جديدة توحّد الفنانين والمؤسسات الثقافية عبر البلاد، أُطلق عليها اسم «سقوط الحرية» — تسمية لامِعة تقف على طرفَي معنى: هشاشة الحرية من جهة، وإمكانية استعادتها من جهة أخرى.
«كنا نريد حقاً أن نبرز المعنى المضاعف لفقدان الحرية وفي الوقت نفسه استرجاعها»، قالت الفنانة البصرية جيني بولاك، إحدى المبتكرات للمشروع، في مقابلة هاتفية. تشكّل أعمال بولاك، التي تتناول غالباً قضايا متقاطعة مثل احتجاز المهاجرين والعمل الجبري، جزءاً أساسياً من الرؤية المؤسسة للمبادرة.
اعتباراً من أواخر تشرين الثاني، دُعيت فئات متعددة — من كوميديين ومكتبات مستقلة إلى قاعات موسيقية كبرى — للمشاركة بأفعال «المقاومة الإبداعية» ضد ما وصفه المنظمون بـ«القوى الاستبدادية التي تجتاح البلاد». الهدف النهائي، بحسب الكاتبة والمنسقة لورا رايتشوفيتش، هو أن يصادف أي شخص حدثاً من أحداث سقوط الحرية أينما حلّ في الولايات المتحدة.
«عندما نواجه عملاً فنياً راقياً، نصبح أكثر انفتاحاً لرؤية عالمنا بطرق مختلفة»، قالت رايتشوفيتش، وأضافت: «يفتح الفن أذهاننا لتصوّر التغيير الذي نريد تحقيقه». كانت رايتشوفيتش مديرة متحف كوينز وسدت بوابة مؤقتة لمتحف ليزلي لوهمان للفن، كما شغلت زمالة تريماين الأولية للمعنى الصحفي في هيبراليرجيك.
تقترح منصة المشروع مجموعة أمثلة لأفعال إبداعية، تتراوح من قراءات عامة لكتب محظورة إلى تنظيم ساعات قصصيّة للمراسلين والمحوّلين — أنشطة سخر منها الرئيس ترمب واصفاً إياها بـ«الدعاية المعادية لأمريكا». يُشجَّع المشاركي على تسجيل فعالياتهم لدمجها في خريطة وطنية متاحة للمشاهدة والمشاركة.
من بين المبادرين الرئيسيين الآخرين الكاتبة المسرحية لين نوتاج، وفنان الأداء كاسيلز، والفنان البصري دريد سكوت، الذي أثارّ عمله العام 1988 بعنوان «ما هي الطريقة الصحيحة لعرض علم الولايات المتحدة؟» جدلاً وطنياً وأفضى إلى حكم بارز من المحكمة العليا بشأن حرية التعبير المحميّة. ويشارك في المبادرة موسيقيون ومخرجون وكتاب بارزون من أمثال جون ليجند، آفا دوفيرناي، وجنيفر إيجان، كما انضمّت قائمة متنامية من المؤسسات الثقافية — من ضمنها دالاس كونتمبوراري والمسرح العام في نيويورك — لتوسّع نطاق الشبكة المتضامنة.
خلال الأشهر الماضية كثّفت إدارة ترمب حملتها العدائية ضد الفنون، ذلك الركن البارز من تعابير الديمقراطية؛ حيث خفّضت موازانات مؤسّسات مثل الصناديق الوطنية للفنون والإنسانيات وغيرها من جهات المنح الحيوية، واستهدفت قيادات ثقافية، وعمّدت تفكيك مبادرات التنوع والإنصاف والشمول. أبلغ فنانون أيضاً عن تزايد حالات الرقابة وقمع أعمالهم؛ ومؤشّر مقلق تجلّى في سحب إيَمِ شيرالد معرضها من مؤسسة سميثسونيان مطلع هذا العام، مشيرة إلى خشيتها من رقابة على لوحتها التي تصور امرأة متحوِّلة جنسياً.
«أشعر أن هذا نقطة منخفضة في التاريخ الأمريكي»، قال الفنان ميغيل لوسياño لهيبراليرجيك، «لكن بدلاً من الانهيار تحت وطأة الخوف، نرسم جسور التجمع عبر الاحتفاء بقوة فنونا وثقافتنا وهويتنا وحرية أصواتنا الإبداعية… هذا وقت عمل الفنانين».