ادعاء زائف: صورة قديمة لطائرة مقاتلة محطمة تُنسب إلى اشتباكٍ على الحدود بين باكستان وأفغانستان

عادت إلى التداول على منصات التواصل الاجتماعي صورة قديمة لطائرة مقاتلة باكستانية محطمة رُوِّجَ لها زورًا بأنها طائرة إف‑16 أُسقطت على يد طالبان خلال اشتباكات حدودية في أكتوبر 2025 — هذا الادعاء غير صحيح.

تكشف مسارات التحقق أن الصورة اعيدت نشرها على موقع “X” في 12 أكتوبر 2025 مع تعليق يدّعي إسقاط طائرة إف‑16، لكن أصل الصورة يعود إلى حادث سابق: تقرير نشرته قناة باكستانية في 7 يناير 2020 عن سقوط طائرة تدريب تابعة لسلاح الجو الباكستاني (طراز FT‑7) قرب منطقة ميانوالي أثناء مهمة تدريبية، وأسفر الحادث عن وفاة طيارين. كما ظهر في التقارير آنذاك تصوير إضافي لحطام الطائرة من زاوية مختلفة.

ظهور الصورة تزامن مع تصاعد التوتر على الحدود بعد هجمات شنّتها قوات طالبان على مواقع باكستانية في 11 أكتوبر، وأشارت تدريبات الطرفين وتصريحاتهما إلى تبادل اتهامات: أعلنت باكستان أنها تستخلص حقها في الدفاع عن النفس ضد مخاطر تشنّ من أرض أفغانية، فيما لم تصدر أي جهة رسمية في باكستان أو أفغانستان إقرارًا بسقوط مقاتلة نتيجة قذائف معادية في تلك المواجهات. وقد ادعت المؤسسة العسكرية الباكستانية مقتل مئات المسلحين، بينما زعمت طالبان سقوط عشرات القتلى من صفوف الجيش الباكستاني — متباينات الأرقام التي تضعها الأطراف مصدراً للخلط الإعلامي.

في 15 أكتوبر تم الاتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 48 ساعة بعد تجدد الاشتباكات التي أودت بحياة عشرات الجنود والمدنيين. كما انتشرت الصورة نفسها في منشورات أخرى من مستخدمين مقيمين في الهند، مما ساهم في تضخيم الادعاء وانتشاره عبر الحدود.

عمليات البحث العكسي عن الصورة أوصلت إلى أرشيف التقارير المنشورة في يناير 2020 ومقاطع فيديو تراخيصية استخدمت لقطات مماثلة في ذلك التاريخ، وهو ما يؤكد أن الصورة لا توثق حدثًا وقع في أكتوبر 2025 ولا تُظهر طائرة إف‑16 أسقطت في اشتباكات حدودية آنذاك. كما سبق لوكالة أنباء أن كشفت ونفت مزاعم زائفة مماثلة بشأن الجيش الباكستاني.

يقرأ  ستارمر يستقبل زيلينسكي تحضيرًا للقمة المصيرية بين ترامب وبوتين — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

الحكم: الادعاء بأن الصورة تُظهر إف‑16 اسقطتها طالبان في أكتوبر 2025 مضلل وكاذب، والصورة هي في واقع الأمر من حادث تدريبي سابق في 2020.

أضف تعليق