العميد مايكل راندريانيرينا يؤدي اليمين رئيسًا جديدًا لمدغشقر
أدى العميد مايكل راندريانيرينا اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا لمدغشقر بعد أيام من استلام الجيش للسلطة في الدولة الواقعة بالمحيط الهندي. بدّل زيّ الميدان ببدلة رسمية، وشكر الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع على احتجاجاتهم المستمرة التي أجبرت الرئيس أندري راجويلينا على مغادرة البلاد وأدت في نهاية المطاف إلى عزله.
جرت مراسم التنصيب أمام المحكمة الدستورية في العاصمة أنتناناريريفو، حيث احتشد حشد كبير لمتابعة الحدث، بينهم قادة الاحتجاجات الذين تصدّروا المشهد الشعبي.
قال في كلمته: «اليوم نقطة تحوّل تاريخية لبلادنا. مع شعب يفيض حماسًا ورغبة في التغيير… نفتح بفرح فصلًا جديدًا في حياة أمتنا». وأكد أن البلاد تدخل فترة انتقالية محفوفة بالعقبات السياسية وعدم اليقين القانوني، رغم وجود تفاؤل حذر تجاه قيادته.
رئيس المحكمة الدستورية، فلوران راكوتواريسوا، انتقد المجتمع الدولي لوصفه الأحداث بأنها انقلاب، نافياً حدوث انتهاك صريح للدستور، ومحمّلاً الدستور جزءًا من مسؤولية تدهور الوضع السياسي.
كان المتظاهرون يأملون أن يتنحى راجويلينا طواعية ويفسح الطريق لانتقال ديمقراطي سلس، لكنه أصر على البقاء في السلطة، فحل حكومته وأجرى سلسلة من الحوارات مع أطياف مختلفة من المجتمع، دون أن تُرضي تلك الخطوات المحتجين.
انطلقت الاحتجاجات الشهر الماضي بتنظيم من حركة شبابية تُعرف باسم «جيل زد مداغشقر»، احتجاجًا على انقطاعات متكررة في الماء والكهرباء. كان راندريانيرينا يقود وحدة النخبة العسكرية CAPSAT، وفي يوم الثلاثاء انضم عناصره إلى آلاف المحتجين في شوارع العاصمة. أخبر متظاهري «جيل زد» أنه يتولى زمام السلطة وأن الجيش سيشكّل حكومة وينظم انتخابات خلال سنتين، وهو وعد يأمل دعاة الديمقراطية داخليًا وخارجيًا أن يتحقق.
وذكرت تقارير أن البوق والزمر دوت في مراسم المحكمة الدستورية عند أداء اليمين، حيث تعهّد راندريانيرينا بأن «أكرّس كلّ قوتي للدفاع عن وتعزيز الوحدة الوطنية وحقوق الإنسان». وارتدى الشريط والنجمة الرسمية مؤكداً التزامه بإحداث تغيير حقيقي.
أضاف: «سنعمل يداً بيد مع كل قوى الأمة لصياغة دستور جيد»، مشيراً إلى أن إصلاحات انتخابية ستُجرى قبل تنظيم الاقتراع الجديد. كما أكّد الالتزام بقطع مع ممارسات الماضي وإجراء إصلاحات جذرية في الأجهزة الإدارية والنظم الحوكميّة والاقتصادية والاجتماعية.
وبعد المراسم شرح الرئيس الجديد أمام الصحفيين أولوياته العاجلة: فتح تحقيق شامل في شركة الماء والكهرباء الحكومية جيراما، «اليوم وغدًا سنعالج وضع جيراما؛ ما يحدث هناك وما هي الإشكاليات الحالية، هذه المراجعة تهدف إلى تفادي مزيد من الصعوبات في المستقبل، وهذه أولويتنا الاجتماعية»؛ بالإضافة إلى إعطاء أولوية للزراعة وخاصة زراعة الأرز مع بداية الموسم، ثم تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة.
كما تردّدت إشارات إلى احتمال إعادة ترتيب العلاقات الخارجية، لا سيما مع فرنسا، مع مساعٍ لتقارب أدفأ مع روسيا. التقى راندريانيرينا بمسؤولين من السفارة الروسية لبحث آفاق «تعاون جاد» بين البلدين، في وقت سبق أن ظهر محتجون يلوّحون بالأعلام الروسية ويدعون إلى تدخل موسكو.
المزيد عن مدغشقر من بي بي سي
تابعوا تغطيتنا عبر BBCAfrica على الإنترنت، وعلى حساباتنا في تويتر وفيسبوك وإنستغرام لمزيد من الأخبار من القارة الإفريقية.