أنقرة ترسل أسلحة إلى سوريا مقابل توسيع نطاق تحركاتها ضد تنظيم كردي

أفادت تقارير بأن تركيا توصلت إلى اتفاق مع دمشق لتزويد النظام السوري بمعدات عسكرية مقابل سماح الأخيرة لأنقرة بقصف مجموعات مقاتلة كردية داخل الأراضي السورية، وفق ما نقلته مصادر تركية لبلومبرغ طالبًة عدم الكشف عن هوياتها.

من المتوقع أن تشمل شحنات العتاد عربات مدرعة وطائرات مُسيَّرة ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي، على أن تصل دفعات منها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بحسب تلك المصادر.

ورفضت دمشق ـ بحسب التقارير ـ استخدام هذه الأسلحة إلا على طول حدودها الشمالية، سعياً إلى تفادي مزيد من الاحتكاك مع الجارة إسرائيل التي تُعد العلاقات معها متوترة بالفعل.

يرى بعض المراقبين أن هذه التسليمات تمثّل وسيلة لأنقرة لدعم الفصائل الإسلامية المتحالفة في المنطقة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، التي اتُهمت بارتكاب انتهاكات ضد طوائف مثل الدروز، وتسعى كذلك لتثبيت نفوذها في كواليس السلطة خلف الرئيس أحمد الشراء.

في أعقاب سقوط أجزاء من بنى النظام السابقة، استهدفت ضربات إسرائيلية عددًا من الأصول العسكرية السورية، فما دفع دمشق إلى البحث عن حلفاء جدد يعززون قدراتها الدفاعية والهجومية.

قائد قوات سوريا الديمقراطية خليل قهرمان كان قد تفقد سد تشرين على نهر الفرات في شمال سوريا في 7 يونيو 2025، في مؤشر على أهمية السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية.

تركيا، من جانبها، ترى مصلحة مباشرة في تقوية الحدود الشمالية الشرقية للنظام، وهي المنطقة المتاخمة لترابها وتسيطر عليها حالياً قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً. وتربط أجزاء من هذه القوات علاقات بأحزاب أو فصائل على صلة بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنّفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

أعلن حزب العمال في مايو عزمه على نزع السلاح والتفكك، لكن التنفيذ يسير ببطء بينما يترقب مطالب الأكراد رد تركيا عليها.

يقرأ  تؤكد العائلات أن نتنياهو هو العقبة الوحيدة أمام عودة الرهائن إلى الوطن

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأربعاء إن قوات سوريا الديمقراطية يجب أن تتخلى عن “أجندتها الانفصالية”، بعد يوم من إعلان قيادة الجماعة والحكومة السورية وقف إطلاق نار. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع وزير الخارجية السوري أسعد الشباني، جدد فيدان مطلبه بأن تملك القيادة السورية القدرة على محاربة تنظيم الدولة بمفردها داخل البلاد، ما يستلزم تغيير نهج الدول الأجنبية إزاء الملف.

أعلن وزير الدفاع السوري وقائد قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل على كل الجبهات في شمال وشمال شرق سوريا.

كما بحثت دمشق وأنقرة تعميق اتفاقية أمنية قائمة تسمح لتركيا بضرب مجموعات كردية مسلحة قرب الحدود التركية؛ وتطالب أنقرة بتمديد نطاق الضربات المسموح به إلى 30 كيلومتراً بدلاً من خمسة كيلومترات حالياً، وفق المصادر. كما تطلب أنقرة من الشaraa تقييد وصول قوات سوريا الديمقراطية إلى حقول النفط والغاز بدعوى خشيتها من تحويل عائداتها إلى حزب العمال.

تأتي هذه التقارير بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية في منطقتين من مدينة حلب. واتهم المتحدث باسم الـSDF فرهاد شامي عناصر حكومية بمحاولة دخول حيّين كرديين في حلب بدبابات، نافياً في الوقت نفسه ضلوع عناصر قواته في استهداف نقاط تفتيش، ومطالباً برفع ما وصفه بـ”الحصار” ومحذراً من أن مثل هذه التحركات تمثل تصعيداً خطيراً يفاقم معاناة المدنيين.

تصاعدت أيضاً عمليات مداهمة تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية في بلدات يغلب عليها السكان العرب بدعوى استهداف خلايا نائمة لتنظيم الدولة، إلى جانب حملة مُسرّعة لتجنيد الشباب للخدمة العسكرية، ما أثار استياء قبائل عربية اتهمت الـSDF بالتمييز، وهو اتهام تنفيه الأخيرة.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع إعادة نشر قوات الجيش السوري على طول عدة جبهات مع الفصيل الكردي في شمال شرق البلاد، مؤكدة أن هذه التحركات ليست تمهيداً لعمل عسكري بل تهدف إلى منع تكرار الهجمات ومحاولات الاستيلاء على الأراضي من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

يقرأ  جيف كونز يعود إلى غالوسيان بمعرضه الأول في نيويورك منذ سبع سنوات