هل يمكن لطائرة الكرملين التابعة لبوتين عبور المجال الجوي للاتحاد الأوروبي في طريقها إلى بودابست؟

بول كيربي محرر الشؤون الأوروبية الرقمية

صورة: غافرييل غريغوروف/بول/أ ف ب

سافر بوتين إلى ألاسكا على متن طائرته المعدّلة من طراز إليوشين Il-96 في آب/أغسطس

القمة لم تُحسم بعد، لكن إذا قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوجُّه إلى بودابستت لملاقاة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الأسبوعين المقبلين، فثمة عقبات إجرائية ولوجستية ينبغي تجاوزها أولاً.

حين سافر بوتين إلى أنكوراج في آب، منحت الولايات المتحدة استثناءً خاصاً لطائرة الرئاسة — طائرة إليوشين Il-96 المعدّلة والتي لُقِّبت بـ«الكرملين الطاىر» — ذات المحرّكات الأربعة والمزوَّدة بأنظمة دفاعية متقدمة.

طائرات روسية محظورة من التحليق في المجال الجوي الأميركي ومن مجال دول الاتحاد الأوروبي كذلك. لذا، إن أراد بوتين القدوم جوّاً إلى المجر فسيحتاج إلى إعفاءات استثنائية إذا رغب في عبور مجال جوي لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.

الأمر ممكن تماماً من الناحية التقنية، لكن المجر بلد داخلي بلا منفذ بحري، وليست الوجهة الأسهل لرئيس نادراً ما يغادر بلاده ولم يزر دول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات.

قال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «في الوقت الحالي، بالطبع، ليس هناك وضوح»، مضيفاً أن ما يربط القادة حالياً هو الإرادة لعقد مثل هذا اللقاء.

بعد أيام من أمر بوتين بشنّ الغزو الكامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، جمد الاتحاد الأوروبي أصوله وأصول وزير خارجيته سيرغي لافروف، وفرض حظراً شاملاً على تحليق الطائرات الروسية عبر أجواء الدول السبع والعشرين الأعضاء. كما أن كثيراً من جيران المجر أعضاء في حلف الناتو.

اتهمت المحكمة الجنائية الدولية بوتين بارتكاب جرائم حرب متعلقة بالترحيل غير القانوني ونقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا. هذه التعقيدات موجودة، رغم أن المجر ترى أنها قابلة للحل عملياً، وهي في طريقها للخروج من اختصاص المحكمة الدولية على أي حال.

يقرأ  هيرمِتو باسكوال، «الساحر» الموسيقى البرازيلية، في ذمة الله عن عمر يناهز ٨٩ عاماً

بوتين وفيكتور أوربان، حليفُه الأرجح داخل الاتحاد الأوروبي، تناولا القمة المخطّطة هاتفيّاً، وأخبر وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو الصحفيين بأن «المجر ستضمن بالطبع أن يدخل إلى البلاد، يجري محادثات ناجحة، ثم يعود إلى بلاده».

المؤسّسات الأوروبية من غير المرجّح أن تضع عرقلة عملاقة في طريق اللقاء. لجنة المفوضية الأوروبية قالت إن أي لقاء يساهم في «السلام العادل والدائم لأوكرانيا» مرحّب به، وإنها تدعم مساعي الرئيس ترمب في هذا السياق. وذكرت أن أحد دوافع الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات المقترحة هو دفع روسيا إلى طاولة المفاوضات، كما نوهت إلى أنّ الإجراءات الحالية تشمل تجميد أصول وليس حظر سفر شخصي على بوتين.

العقبة الأساسية تظل طريقة انتقال الزعيم الروسي من موسكو إلى بودابستت. من الواضح أنه لن يشتري تذكرة على طيران صربيا إلى بلغراد ثم يستقل القطار إلى المجر؛ سيُفضّل أن تضمن له طائرته Il-96 حمايته، ما يعني احتمال عبور أجواء دولة عضو في الاتحاد الأوروبي والناتو والحصول على إذن لكسر حظر الطيران المفروض على الطائرات الروسية.

وقالت المتحدّثة باسم المفوضية الأوروبية أنيتا هيبر إن «الدول الأعضاء يمكنها منح استثناءات من ناحية اتجاه السفر، لكن القرار يعود إلى كل دولة على حدة». وأحالت الناتو أيضاً المسألة إلى السلطات الوطنية المعنية، ومع مشاركة ترمب قد تميل بعض العواصم إلى الموافقة.

حتى مع الاستثناء، يُظهر النظر إلى الخريطة أن بوتين قد يضطر إلى مسار متعرِّج: أوكرانيا مستبعدة قطعياً، وربما بولندا كذلك بسبب برودة العلاقات مع موسكو. المسار الأكثر مباشرة ربما يمر عبر الساحل الشرقي للبحر الأسود مروراً بتركيا، ثم عبر بلغاريا ومن ثم صربيا أو رومانيا إلى المجر.

رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش يعرف بوتين جيداً، وشركة طيران صربيا لديها رحلات مباشرة إلى موسكو تعبر أجواء الاتحاد الأوروبي. صربيا مرشّحة للانضمام إلى الاتحاد لكنها ليست عضواً بعد. الدول الأوروبية المعنية — بلغاريا أو رومانيا — هي التي يجب أن تمنح الموافقة، وغالباً ما سترافق طائرة بوتين أثناء عبورها أجواءها.

يقرأ  توتنهام يصعق مانشستر سيتي فوز ٢-٠ في الدوري الإنجليزي — أخبار كرة القدم

رومانيا بصدد استضافة ما سيكون أكبر قاعدة للناتو في أوروبا، وبلغاريا تنشئ أيضاً قاعدة ضمن جهود تعزيز الجناح الشرقي للحلف. تواصلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مع وزارتي خارجية البلدين لطلب تعليق.

إن رغب بوتين في نهج أحرص، فيمكنه التحليق عبر تركيا، دوران حول الساحل الجنوبي لليونان ثم العبور عبر أجواء الجبل الأسود قبل دخول أجواء صربيا، لكن هذا خيار أطول بكثير.

بودابست ليست من ثمّ أسهل المواقع، لكنها مناسبة تماماً لأوربان الذي تربطه علاقات جيدة مع بوتين وترمب، وقمة ذات بُعد دولي بارز لن تضرّ بسيرته خصوصاً مع تراجعه في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الربيع المقبل.

بعد ساعات من إعلان بودابست مكاناً محتملاً، اتصل أوربان ببوتين وأعلن على صفحته في فيسبوك: «الاستعدادات جارية بكامل الوتيرة!». أوربان يعارض دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، وسرعان ما شدد على أن بروكسل ستُستبعد من هذه المفاوضات. وقال لراديو محلي: «بما أن الاتحاد مؤيّد للحرب، فمن الطبيعي أن يُستبعد من عملية السلام هذه».

القادة الأوروبيون سيكون لهم آراء مختلفة حين يلتقون به في قمة بروكسل الأسبوع المقبل.