الأسير الإسرائيلي المفرج عنه ألكساندر توربانوف لم يصدر بيانًا يمدح خاطفيه

الادعاء:
نشر مستخدمو شبكات التواصل أن أسيرًا إسرائيليًا أُطلق سراحه اسمه “ألكسندر توربانوف” أصدر بيانًا في أكتوبر 2025 يثني فيه على معامِليْه أثناء احتجازه، ويحتوي البيان المزعوم عبارات من قبيل: «لطفكم نقش في روحي إلى الأبد. أمضيت بينكم 498 يومًا… تعلّمت منكم معنى الرجولة الحقيقي، والشجاعة الخالصة، والإنسانية، واحترام القيم».

التقييم:
غير صحيحـة — نسبَة الاقتباس إلى الأسير المذكور غير دقيقة.

السياق والحقائق الأساسية:
– في أكتوبر 2025 تَمّ التوصّل إلى هدنة دخلت حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، إذ أفرجت حركة حماس عن آخر الرهائن الإسرائيليين الناجين الذين أسرتهم في 7 أكتوبر 2023، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وترافَق ذلك مع تهدئة مؤقتة في صراع امتد عامين وخلف أضرارًا واسعة في غزة.
– الشخص الواقعياً معرّف في وسائل الإعلام الروسية والإسرائيلية باسم Alexander “Sasha” Trufanov (التهجئة الروسية)، وكان موجودًا بالفعل وأُطلق سراحه في فبراير 2025، أي قبل الإفراج الجماعي الذي جرى في أكتوبر. لذلك لم يكن من بين الأسرى الذين أُفرج عنهم في أكتوبر 2025.
– النصّ المتداول الذي نُسب إليه لم يصدر عنه. المصدر الحقيقي للنص هو مؤثر فلسطيني على وسائل التواصل اسمه خالد سفي، نشر مقاطع بالعربية في فبراير 2025 صاغها «من منظور» تروفانوف، ثم أوضَح لاحقًا أنها كلماته هو، لا تصريحات مقتبسة فعلًا من تروفانوف.
– بعد إطلاق سراح تروفانوف في فبراير تحدث علناً مرّتين على الأقل (في مارس وأبريل حسب تقارير إعلامية إسرائيلية)، ودعا إلى أن تكون قضية إطلاق سراح بقية الرهائن أولوية وطنية بدل التركيز على هزيمة حماس كليةً. لم تُعثر وسائل الإعلام على دليل على أنه نطق بما نُسب إليه عن ظروف معاملة الأسرى أثناء احتجازه.

يقرأ  ابن أميرام كوبر:جثمان والده لا يزال في غزة — «الأمر لم ينتهِ بعد»

نشأة الاقتباس وتداوله:
– المنشور الأول للنص كان على حساب خالد سفي في شبكات التواصل (فبراير 2025) بالنسخة العربية، ثم أرفقته الترجمة الآلية لمنصات التواصل حين انتشر لاحقًا، ما أعطى مظهرَ اقتباسٍ مباشر من الأسير. في متابعات لاحقة أوضح سفي أن ما كتبه عبارة عن تركيب أدبي كتبه من منظور تروفانوف، لا اقتباسًا حرفيًّا صدر عن الأخير.
– بعد اتفاقية أكتوبر تداولت منشورات على إنستغرام وX وفيسبوك مقطعًا من هذا النص ونسبته إلى «ألكسندر توربانوف» كبيان صدر بعد الإفراج الجماعي، فانتشر الاقتباس على نطاق واسع على أنه تصريح رسمي من أحد المفرَج عنهم، رغم أنه قد نُشر قبل ذلك ومن مصدر مختلف.

ملاحظة حول مواقف المسؤولين وظهور تروفانوف:
– في أبريل 2025 التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتروفانوف وعائلته، وأثنى بوتين على دور وساطات بلاده وعبّر عن امتنانه لقيادات الحركة على تعاونهم في قضية الإفراج؛ لكن تقريرياً تروفانوف نفسه لم يُعبّر عن مشاعر شبيهة تجاه قادة حماس، بل ظل يطالب بإطلاق سراح بقية الرهائن.
– وسائل الإعلام الدولية نقلت تقارير وصورًا وفيديوهات تُظهر عودة تروفانوف إلى عائلته في فبراير، مما يدعم أن إفراجَه وقع قبل الفترة التي نُسبت فيها العبارة له.

الخلاصة:
الاقتباس المدوَّن على أنه تصريح لألكسندر/ساشا تروفانوف بعد إفراجه في أكتوبر 2025 لا يعود إليه في الواقع؛ أصله منشور عربي لكاتب فلسطيني (خالد سفي) نُشر في فبراير 2025، وصُيغ من منظور تروفانوف. لذلك تُعدّ النسبة غير دقيقة ولم يصدر عن تروفانوف ذلك البيان كما نُسب إليه.

أضف تعليق