مداهمات في جورجيا تستهدف ثلاثة كبار مسؤولين سابقين بتهمة السعي للإطاحة بالحكومة
نُشر في 17 أكتوبر 2025
شنت السلطات في جورجيا مداهمات على منازل ثلاثة مسؤولين سابقين رفيعي المستوى في إطار حملة قمع تستهدف شخصيات تتهمها بمحاولة قلب نظام الحكم. وأعلن مكتب النائب العام يوم الجمعة أن قوات إنفاذ القانون داهمت منازل إيراكلي غاريباشفيلي (رئيس وزراء مرتين)، وغريغول ليليواشفيلي (رئيس سابق للأمن الداخلي)، وأوتار بارتسخالادزه (نائب عام سابق).
وذكر النائب العام جورجي غفاراكيدزه في إيجاز أصدره من تبليسي أن فرق مكافحة الفساد وأجهزة الأمن نفذت المداهمات بالتزامن في 22 موقعًا مختلفًا. وأضاف أن الكميات الكبيرة من النقود والوثائق ومجموعة من الأجهزة الإلكترونية تم ضبطها خلال العمليات، مؤكداً أن هذه الخطوات تأتي ضمن سلسلة تحقيقات جنائية جارية من دون الكشف عن تفاصيل الاتهامات أو ما إذا كانت هناك اعتقالات فورية.
ويندرج الثلاثة ضمن المقربين من بيدزينا إيفانيشفيلي، الملياردير ورئيس الوزراء السابق ومؤسس حزب “الحلم الجورجي”، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كزعيم فعلي للبلاد. وخلال الأشهر الماضية كانت السلطات في هذا البلد المطلة على البحر الأسود تشن حملة على المعارضة، واحتجزت قيادات بارزة مؤيدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها شخصيات قريبة من صفوف الحزب الحاكم بهذا النطاق.
وإلى جانب المداهمات، أفادت السلطات بأن 62 شخصًا جرى توقيفهم منذ مسيرة حاشدة نظمت قبل أسبوعين. ويُشار إلى أن أوتار بارتسخالادزه يحمل الجنسية المزدوجة الجورجية‑الروسية وقد خضع لعقوبات من المملكة المتحدة الشهر الماضي بسبب ما وُصِفت علاقاته بموسكو.
يُذكر أن غاريباشفيلي، الذي شغل منصب رئاسة الوزراء آخر مرة بين 2021 و2024، قاد توجهاً سياسياً يميل إلى مسافة أكبر عن الغرب منذ اندلاع الحرب الشاملة في اوكرانيا، وسبق أن حمّل توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) مسؤولية الغزو الروسي في كلمة ألقاها في براتيسلافا في مايو 2023.
وتجدر الإشارة إلى أن جورجيا، الدولة السوفييتية السابقة التي خاضت حرباً قصيرة مع روسيا عام 2008، كانت تُعد أحد أكثر بلدان المنطقة ميلاً إلى الغرب بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وكانت تطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي سياق الاستعداد للانتخابات البلدية هذا الشهر، اتهم حزب “الحلم الجورجي” سفير الاتحاد الأوروبي بالتعبير عن موقف يدعم محاولة للاستيلاء على السلطة، بينما ردت بروكسل باتهام تبليسي بنشر معلومات مضللة.
وتواجه حكومة حزب “الحلم الجورجي” اتهامات متكررة بالتراجع الديمقراطي والاقتراب من روسيا وتقويض مسار عضوية جورجيا في الاتحاد الأوروبي الذي نصت عليه الدستور، وهي اتهامات يرفضها الحزب نفياً قاطعاً.