ادعاء دونالد ترامب بأن الضربات العسكرية الأخيرة ضد خمس زوارق قبالة سواحل فنزويلا أنقذت «ما لا يقل عن 100,000 حياة» يستدعي تدقيقاً دقيقاً. الرئيس قال مراراً إن «كل زورق ندمّره يوفر 25,000 حياة أميركية»، واستخدم هذه المعادلة لتبرير استهدافات بحرية وبرّية على حد سواء في تصريحات متفرقة في أكتوبر.
ملاحظات أساسية:
– الإدارة لم تقدم دليلاً علنياً يثبت أن الزوارق كانت تحمل مخدرات، ولا تحدّدت نوعية أو كمّية المادة المزعومة.
– خبراء مخدرات أكدوا لوسائل الإعلام أن فنزويلا تلعب دوراً ثانوياً في شبكات التهريب المتجهة إلى الولايات المتحدة، وأن المصدر الأكبر لمعظم الفنتانيل في السوق الأميركية هو المكسيك، مع مرور كبير عبر نقاط الدخول الرسمية على الحدود الجنوبية.
– البُعد القانوني لهذه الضربات غامض؛ بعض الخبراء القانونيين اعتبروا أن العمل قد يكون مخالفاً لقانون البحر أو لاتفاقيات حقوق الإنسان، وأنه يتناقض مع ممارسات عسكرية أميركية طويلة الأمد.
ملاحظات على الادعاء عن الفنتانيل:
– ترامب ادّعى أن الزوارق كانت تحمل فنتانيلاً، وشارك مقاطع جوية للضربات، لكن المقاطع لا تُظهر أكياس مخدّرات ظاهرية أو دليلاً صريحاً على وجود شحنات قابلة للحساب.
– الأدلّة المتاحة من قنوات رسمية لا تسمح بحساب عدد الجرعات القاتلة التي «تمّت إزالتها» فعلاً، لأن الإدارة لم تقدّم معلومات عن النوع والكمّية. (هنا تكمن نقطة ضعف الادعاء).
مسألة الحساب والمنطق:
– حتى لو افترضنا—على نحو نظري—أن كل زورق حمل 25,000 جرعة قاتلة، فهذا لا يترجم تلقائياً إلى 25,000 وفيات كانت ستقع لولا الضربة. السوق غير ثابت: العرض المفقود غالباً ما يُعوَّض جزئياً عبر سلاسل الإمداد والتهريب، كما أن الجرعة القاتلة للفنتانيل تختلف باختلاف الجسم والتحمّل.
– بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية تشير إلى نحو 73,000 وفاة جرّاء جرعات زائدة خلال فترة مايو 2024 حتى أبريل 2025؛ لذا فإن الادعاء بأن خمس زوارق أنقذت 125,000 أميركياً يتعارض رياضياً مع تلك الإحصاءات.
عن الربط بين مصادرة المخدرات وعدد الأرواح المحتفظ بها:
– تحويل وزن أو عدد جرعات حُجزت إلى «أرواح محفوظة» تقيس نتائج مفترضة تعتمد على ثوابت كثيرة غير متوافرة؛ خبراء صحة عامة وسياسة المخدرات يحذرون من اعتماد هذا النوع من العمليات الحسابية المباشرة لأنها تتجاهل تعويض العرض وسلوك المستهلكين والفروق الفردية في الحساسية تجاه السموم.
الخلاصة والحكم:
– الادعاء بأن ضرب كل زورق يعادل إنقاذ 25,000 أميركي، وأن ضربات على خمسة زوارق أنقذت «ما لا يقل عن 100,000» أو 125,000 حياة، يفتقر إلى أدلة موضوعية وقاعدة حسابية موثوقة.
– الإدارة لم تُقدّم بيانات عن نوعية أو كمّية المخدرات على تلك الزوارق، والخبراء يشكّكون في دور فنزويلا المركزي في إمداد السوق الأميركية، كما أن المعادلة التي استخدمها ترامب تتجاهل عوامل حاسمة في ديناميكيات السوق وتأثيرات التعويض.
– بناءً على ما سبق، يصح تصنيف تصريح الرئيس على أنه غير صحيح—ثمرته: كلام غير دقيق ومضلل من الناحية الواقعية والمنطقية.