أفغانستان تتهم باكستان بخرق الهدنة — مقتل 10 أشخاص في غارات جوية

أفغانستان تقول إن ثلاثة لاعبين قتلوا بينما تستمر أعمال العنف رغم الهدنة الموسعة

قالت باكستان إنها شنت غارات جوية داخل افغانستان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، وهو ما أنهى هدنة كانت أمنت يومين من الهدوء النسبي على طول الحدود بعد موجة عنف مكثفة، بحسب مسؤولين أفغان. كانت الهدنة المعلنة لمدة 48 ساعة قد أوقفت تقريبًا أسبوعًا من المواجهات الدموية على الحدود التي أودت بحياة عشرات الجنود والمدنيين على جانبي الخط الفاصل.

وقال مسؤول طالبان رفيع لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم كشف هويته، إن «باكستان خرقت الهدنة وقصفت ثلاث نقاط في إقليم باكتيكا» في وقت متأخر من ليل الجمعة، وأضاف: «أفغانستان سترد.» وأكد مسؤول في مستشفى إقليمي لفرانس برس أن عشرة مدنيين قُتلوا وأُصيب 12 آخرون، من بينهم طفلان.

وأعلن مجلس الكريكت الأفغاني في بيان أن ثلاثة لاعبين كانوا في المنطقة للمشاركة في دورة قد قُتلوا مع خمسة أشخاص آخرين «في هجوم جبان شنه النظام الباكستاني»، مشيرًا إلى إصابة سبعة آخرين. ونشر المجلس على وسائل التواصل الاجتماعي أن اللاعبين «استُهدفوا أثناء تجمع» في مديرية أورغون حين عادوا إلى ديارهم بعد مباراة ودية في عاصمة إقليم باكتيكا، شارانا. وأضاف المجلس أن هذه الخسارة «جليّة للمجتمع الرياضي الأفغاني ولعائلة الكريكت» وأعلن انسحابه من سلسلة ثلاثية للـT20 كانت مقررة بمشاركة باكستان الشهر المقبل.

من جانبها، أفادت مصادر باكستانية أمنية رفيعة لوكالة فرانس برس بأن القوات «نفذت ضربات جوية دقيقة» في مناطق حدودية أفغانية استهدفت ما يُعرف بمجموعة حافظ جول بهادور، فصيل محلي مرتبط بحركة طالبان باكستان (TTP). وقالت إسلام أباد إن هذه المجموعة متورطة في هجوم انتحاري وهجوم مسلح على معسكر عسكري في منطقة خاضعة للإدارة الفدرالية الحدودىة مع أفغانستان، أسفر عن مقتل سبعة من قوات الدرك الباكستانية.

يقرأ  كيف عمّقت محاكمة الرئيس السابق بتهمة الانقلاب الانقسام في البرازيل

القضايا الأمنية تشكل لبّ الخلاف، إذ تتهم باكستان أفغانستان بإيواء مجموعات مسلحة تقودها طالبان باكستانية على أراضيها، وهو ما تنفيه كابول. وتفاقمت أعمال العنف عبر الحدود منذ يوم السبت الماضي، بعد انفجارات هزّت العاصمة كابول تزامنًا مع زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية طالبان إلى الهند، الخصم التاريخي لباكستان. ثم شنّت طالبان هجومًا على امتداد أجزاء من حدودها الجنوبية مع باكستان، ما دفع إسلام أباد إلى التهديد بردّ قاسٍ.

عندما بدأت الهدنة عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء، قالت إسلام أباد إنها مدتها 48 ساعة، بينما صرّحت كابول أن الهدنة ستبقى سارية حتى تنتهكها باكستان. قبل الضربات الأخيرة، قالت بعثة المساعدة الأممية في أفغانستان إن 37 شخصًا قُتلوا و425 جُرحوا على الجانب الأفغاني من الحدود، ودعت الطرفين إلى وضع نهاية دائمة للأعمال العدائية.

في سبين بولدك، مسرح القتال العنيف، شارك المئات في الجنائز يوم الخميس، من بينهم أطفال كانت أجسادهم ملفوفة بالأكفان البيضاء. قال نعمت الله، 42 عامًا، لفرانس برس: «المشاعر مختلطة… الناس يخشون عودة القتال، لكنهم مع ذلك يخرجون من منازلهم ويتابعون شؤونهم.» أما بعض القاطنين فوصفوا مشاهد من الحياة الطبيعية في وقت سابق من الجمعة؛ فقالت ناني، 35 عامًا: «كل شيء على ما يرام، كل شيء مفتوح.» وأضافت: «لست خائفة، لكن كل واحد يرى الأمور من منظوره. البعض يقولون إنهم سيبعثون أطفالهم إلى مكان آخر لأن الوضع غير مستقر، لكنني لا أعتقد أن شيئًا سيحدث.»

المشهد يبقى هشًا ومشحونًا، مع مخاطر تصعيد جديدة تؤثر على المدنيين والرياضيين على حد سواء، وتثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى تهدئة دائمة في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة والضربات المتكررة.

أضف تعليق