محكمة أمريكية تحظر على شركة تجسس إسرائيلية استهداف مستخدمي واتساب أخبار الأمن السيبراني

قاضية أمريكية تحظر على مجموعة NSO استهداف مستخدمي واتس اب وتخفض تعويضات ميتا من 168 مليون دولار إلى 4 ملايين

أصدرت قاضية فيدرالية أمراً مبدئياً يمنع شركة البرمجيات الإسرائيلية NSO من استهداف مستخدمي واتس اب، معتبرةً أن برمجيات الشركة تُلحق «ضرراً لا يُصلَح» بشركة ميتا، في حين خفّضت حصيلة تعويضات سابقة قدرها 168 مليون دولار إلى نحو 4 ملايين.

في حكمها الجمعة، قالت القاضية فيليس هاملتون إن سلوك NSO «يُسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه» وإنه لا جدال في أن الانتهاكات مستمرة. وأوضحت أن ما تقدمه خدمات مثل واتساب يتضمن جانباً أساسياً من الخصوصية المعلوماتية، وأي وصول غير مُصرح به يُعد عبثاً بذلك الحق وحجباً عن قيمة الخدمة.

استندت القاضية في حكمها إلى أدلة قدمت أثناء المحاكمة أظهرت أن NSO فكّت تشفيرًا عكسياً لكود واتساب لتثبيت برنامج التجسس «بيغاسوس» على هواتف المستخدمين بشكل خفي، وأن الشركة أعادت تصميمه مراراً لتفادي أنظمة الكشف وتجاوز التصحيحات الأمنية.

تأسست NSO عام 2010 ومقرّها في هرتسليا، مركز التكنولوجيا المطل على البحر قرب تل أبيب. ويُعرض بيغاسوس، الذي تُوصَفُه جهات عديدة بأنه برنامج تنصت غزير التدخّل، كأداة لمكافحة الجريمة والإرهاب تسمح للمشغلين بزرع برمجيات تجسس عن بُعد في الأجهزة.

تؤكد NSO أنها تبيع أداة التجسس هذه فقط لوكالات حكومية مُحقَّقة وشرعية تعمل في مجالات إنفاذ القانون والاستخبارات. لكن ميتا رفعت دعوى فيدرالية بكاليفورنيا أواخر 2019 تتهم NSO باستغلال خدمة الرسائل المشفرة لاستهداف صحفيين ومحامين ونشطاء حقوق إنسان ببرمجياتها.

كما أفاد خبراء مستقلون أن برمجيات NSO استُخدمت من قبل دول — بعضها مسجّل بسجل حقوق إنسان سيئ — في تضييق الخناق على منتقدين ومراقبة معارضين.

وقالت هاملتون إن الأمر القضائي الواسع كان مناسباً نظراً إلى «تعدّيات التصميم» المتعددة التي لجأت إليها الشركة لإصابة مستخدمي واتساب — بما في ذلك مكالمات فائتة وهجمات «بلا نقرة» (zero‑click) — بالإضافة إلى الطابع السري لعملها بشكل عام.

يقرأ  يفر الفلسطينيون من هجمات الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة فيما يحتج إسرائيليون ضدّ خطة الاحتلال

وصف ويل كاثكارت، رئيس واتساب، الحكم بأنه يمنع صانع برنامج التجسس NSO «من استهداف واتساب ومستخدمينا العالميين مرة أخرى»، معبراً عن ترحيبه بقرار انتهى بعد ست سنوات من التقاضي لمحاسبة NSO على استهداف أفراد من المجتمع المدني، ومؤكداً أنه يضع سابقة مهمة بشأن عواقب مهاجمة شركة أمريكية.

كانت ميتا قد طالبت بتوسيع الأمر ليشمل منتجات أخرى منها فيسبوك وإنستغرام وThreads، إلا أن القاضية رأت أنه لا يحق لها أن تستخلص حدوث أضرار مماثلة على المنصات الأخرى من دون أدلّة إضافية.

كما قضت هاملتون أن مكافأة تعويضاتٍ مبدئية بقيمة 168 مليون دولار لم تكن مبرّرة بلُجوءِ هيئة المحلفين إلى حسابٍ تفاضلي لم يدعمته دلائل كافية، فقررت أن نسبة العقوبة التأديبية يجب أن تُحديد بحد أقصى 9/1، ما خفّض المبلغ الابتدائي بنحو 164 مليون دولار ليصبح 4 ملايين فقط.

أضف تعليق