المقطع يُظهر متنزهاً ترفيهياً إندونيسياً دُمر بالجرافات — ليس مسجداً صينياً

لطالما واجهت الصين تدقيقًا واسعًا بسبب تعاملها مع المجتمعات المسلمة ومواقع العبادة، لكن مقطع فيديو متداول يظهر جرّافة تهدّم مبنى ذا قبة يشبه المسجد لا علاقة له بالقمع في بكين؛ الفيديو في الواقع يوثّق هدمَ منشأةٍ غيرِ مرخّصة داخل مدينة ملاهي في إندونيسياة.

في مقطع تيك توك محذوف ظهر نصٌ مضاف يقول: «الصين تعلن رسميًا أن الإسلام مرض عقلي»، بينما أظهر المقطع الذي يدوم نحو 45 ثانية جرّافةً تُطيح بالمبنى ذي القبة.

تقول منظمات حقوقية إن الصين احتجزت أكثر من مليون مسلم، معظمهم من الإيغور، في شبكة مرافق في منطقة شينجيانغ تُبلغ عنها شكاوى متكررة بوجود عنف وتعذيب وعمل قسري وغسيل سياسي وانتهاكات أخرى. وتُنكر بكين هذه الاتهامات بشدّة، وتؤكد أن المراكز كانت مراكز تدريب طوعية أُغلِقت منذ سنوات بعد «تخرّج» المشاركين منها.

ووفق تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش عام 2023، اتبعت السلطات سياسةً لـ«تجميع» المساجد خفّضت بموجبها عدد دور العبادة في مقاطعتي نينغشيا وقانسو، وهما منطقتان تحويان تجمعات مسلمة بارزة.

تداوَل الفيديو الذي يظهر هدم المبنى الشبيه بالمسجد منذ مارس مع ادعاءات متشابهة، وعاد للانتشار في أكتوبر بلغات متعددة. وقد سبق لوكالة الصحافة الفرنسية أن فكّت ادعاءات أخرى استندت إلى نفس المقطع وادّعت أنه يظهر هدم مسجد في الهند؛ لكن التحقيق أظهر أن المشهد من مدينة الملاهي نفسها في إندونيسيا.

أجرت فرق التحري بحثًا بصريًا عكسيًا على لقطات من الفيديو فعثرت على نسخة بجودة أعلى نُشرت على تيك توك في 8 مارس 2025. كانت التسمية التوضيحية باللغة الإندونيسية تفيد: «اليوم الثاني من تفكيك معلم هيبسك فانتاسي السياحي في بونتوق بوجور». وتتضمن التسمية شارةً بالإنجليزية تنصّ على أن المبنى «بأسلوب هندي داخل حديقة خيالية» وليس مسجدًا.

يقرأ  تدفّق التعازي لرايلا أودينغا، رئيس وزراء كينيا الأسبق، بعد وفاته عن عمرٍ يناهز ثمانين عاماً

كانت حديقة هيبسك فانتاسي مدينة ملاهي في بونتوق بمنطقة غرب جاوة، وقد أُغلِقت نهائيًا منذ مارس 2025. نُشر مقطع أطول لعمليات الهدم على فيسبوك في 14 مارس 2025، وقد أفادت تقارير محلية بأن حاكم غرب جاوة أمر بهدم المباني غير المرخّصة في الحديقة بعد فيضاناتٍ حدثت أوائل مارس 2025 أودت بحياة ثلاثة أشخاص. ووصف الحاكم أن تطور الحديقة قد أضرّ بالغطاء الغابوي الطبيعي وساهم في تفاقم مخاطر الفيضانات.

تتطابق المباني الظاهرة في المقطع المتداول مع صور أرشيفية لمدينة الملاهي على خرائط غوغل، ما يدعم أن الفيديو يُظهر هدم منشآت غير مرخّصة في منتزه ترفيهي إندونيسي لا هدمًا لمسجد في دولة أخرى.

أضف تعليق