ترامب: زيلينسكي يستطيع إنهاء الحرب «بشكل شبه فوري»

زاد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الضغوط على أوكرانيا لقبول اتفاق ينهي حرب روسيا، مؤكداً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادر — إذا أراد — على إنهاء الصراع «قريباً جداً».

مخاطباً زيلينسكي قبل يوم من زيارته الحسّاسة إلى البيت الأبيض يوم الإثنين، حذر ترمب من أن إعادة شبه جزيرة القرم إلى السيطرة الأوكرانية وعضوية أوكرانيا في الناتو ستكونان خارج نطاق أي تسوية تفاوضية.

قال ترمب على منصته على التواصل الاجتماعي يوم الأحد إن «الرئيس زيلينسكي بإمكانه أن يُنهي الحرب مع روسيا فوراً إن رغب في ذلك، أو أن يستمر في القتال».

وأضاف تغريدة استعاد فيها سردية البداية: «تذكّروا كيف بدأ الأمر. لا استعادة للقرم التي سُلِّمت في عهد أوباما (قبل 12 عاماً، دون إطلاق رصاصة!)، ولا قبول دخول أوكرانيا إلى الناتو. بعض الأمور لا تتغير!!!»

جاءت تصريحات ترمب بينما كان قادة أوروبيون يعتزمون مرافقة زيلنسكي إلى واشنطن يوم الإثنين، وسط مخاوف في بروكسل وكييف من أن الرئيس الأمريكي قد يوافق على صفقة تميل بشكل مفرط لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وردّ زيلينسكي سريعاً بعد تصريحات ترمب بالقول إن التنازلات السابقة لموسكو، بما في ذلك في شأن القرم، لم تفعل إلا أن شجعت بوتين على مواصلة الحرب.

وكتب في منشور على منصة «إكس»: «لدينا جميعاً رغبة قوية في إنهاء هذه الحرب بسرعة وبشكل موثوق. ويجب أن تكون السلامة دائمة».

وأضاف أن الوضع «لم يكن كما كان قبل سنوات، حين أُجبرت أوكرانيا على التنازل عن القرم وجزء من شرقها — جزء من دونباس — فاستُخدمت تلك التنازلات كمنطلق لهجوم جديد. أو حين مُنحت أوكرانيا ما سُمِّي بـ‘ضمانات أمنية’ عام 1994، لكنها لم تنجح».

يقرأ  مكاسب روسية في الشرق قبيل قمة ترامب وبوتين، وأوكرانيا تؤكد أنها تصدّ التقدّم

أكّد زيلينسكي أن القرم «لم يكن يجب التخلي عنها آنذاك، تماماً كما لم يتخلّ الأوكرانيون عن كييف أو أوديسا أو خاركيف بعد 2022».

«الأوكرانيون يقاتلون من أجل أرضهم واستقلالهم»، قال الرئيس، مؤكداً تمسّك بلاده بسيادتها.

في المقابل، ألمح ترمب إلى أن أي اتفاق مع موسكو قد يتضمن «بعض التبادلات وتغييرات في الأراضي» بين روسيا وأوكرانيا، بينما كرر زيلينسكي رفضه القاطع تسليم أراضٍ أوكرانية إلى «المحتل».

لضغط على ترمب للحفاظ على الدعم لأوكرانيا، يشارك في المحادثات التي يعقدها البيت الأبيض يوم الإثنين رؤساء مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام لحلف الناتو مارك روتي، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.

قال ماكرون يوم الأحد إن القادة الأوروبيين وزيلينسكي يسعون لتقديم موقف موحّد في مواجهة العدوان الروسي.

«إذا أظهرنا ضعفاً اليوم أمام روسيا، فإننا نمهد الطريق لصراعات مستقبلية»، أضاف ماكرون.

ومع استمرار ترمب في استبعاد احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو، قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في وقت سابق من يوم الأحد إن بوتين وافق على دعم ضمان أمني مدعوم من الولايات المتحدة يشبه الحماية المنصوص عليها في المادة الخامسة لحلف الأطلسي خلال لقائهما الأسبوع الماضي في ألاسكا.

قال ويتكوف لشبكة سي إن إن: «تمكنا من الحصول على هذا التنازل: أن الولايات المتحدة يمكن أن تعرض حماية شبيهة بالمادة 5، وهذا أحد الأسباب الحقيقية التي دفعت أوكرانيا إلى رغبة الانضمام إلى الناتو».

بموجب المادة الخامسة، يعتبر أي هجوم مسلّح على دولة عضو في الناتو هجوماً على جميع أعضاء الحلف.

ومع ذلك، سعى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأحد إلى تهدئة التوقعات، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب «يبقى أمراً بعيد المنال».

يقرأ  هل يُغري بوتين ترامب بعروض اقتصادية في ألاسكا؟ — أخبار دونالد ترامب

وقال لبرنامج This Week على قناة ABC: «لسنا على مشارف اتفاق سلام. أحرزنا تقدماً بمعنى أننا حدّدنا مجالات محتملة للاتفاق، لكن لا تزال هناك نقاط خلاف كبيرة.»

أضف تعليق