تصاعد الغموض بعد العثور على تلميذة مفقودة متوفاة داخل تسلا تابعة لنجم البوب

غموض يلف وفاة مراهقة وارتباط محتمل بنجم تيك توك D4vd

في مطلع سبتمبر اكتُشفت جثة متحللة بشدة داخل الصندوق الأمامي (فرونك) لسيارة تسلا كانت متوقفة في هوليوود. الجثة عُرِّفت لاحقاً بأنها للفتاة سيليست ريفاس هيرنانديز، وهي مراهقة هاربة تبلغ من العمر نحو خمسة عشر عاماً. عندما عُثر على الجثة بدا أنها كانت متوفاة منذ أسابيع عدة، وفق ما أشار إليه الفاحص الطبي الذي امتنع عن إعلان سبب الوفاة النهائي، موضحاً أن تحديد السبب قد يستغرق شهوراً.

الاسم الفني للشاب المرتبط بالقضية هو D4vd، واسمه القانوني ديفيد أنتوني بيرك (20 عاماً). صعد إلى الشهرة عبر مقاطع تيك توك ومنصات البث بعد أن بدأ إنتاج موسيقاه من غرفة أختيه أثناء عمله بدوام جزئي في ستاربكس؛ وأغانيه، منها “Romantic Homicide” و”Here With Me”، حققت انتشاراً واسعاً وأدت به إلى جولات عالمية وظهور في مهرجان كواتشيلا. لكنه وجد نفسه فجأة في مركز تحقيق جنائي بعد اكتشاف جثة المراهقة في سيارته.

السلطات في شرطة لوس انجليس فتحت تحقيقاً في وفاة الفتاة واعتبرت القضية “تحقيق وفاة مفتوحاً”، لكن حتى الآن لم تُسمَّ شخصية مشتبه بها رسمياً ولا شخص يثير الاهتمام الجنائي، بحسب ما أعلنته الجهة المعنية. محامي الفنان قال إن موكله “يتعاون تماماً مع السلطات” وأنه استأجر محامياً بارزاً للدفاع الجنائي دفعته الشهرة للتعامل مع ملفات مشاهير سابقين. ممثلو التسجيلات وشركات الإنتاج لم يصدروا توضيحات مفصلة، وبعض الشركات التجارية والألبومات أوقفت حملات ترويجية أو تعاونات مع الفنان فور اندلاع القضية.

الخلفية الشخصية للفتاة تظهر أنها ابنة لجيل أول من مهاجرين من السلفادور، وكانت قد هربت من منزل العائلة في ليك إلسينور مرات متكررة خلال سنتين، ويُذكر أنها أُبلغ عن فقدانها أول مرة في فبراير 2024. جيرانها وصفوها بأنها فتاة معتادة على زيارة المتاجر القريبة، وعائلتها نشرت مناشدات على وسائل التواصل لإعادتها. عندما عُثر عليها كانت ترتدي ملابس محددة وذات وشم على إصبعها يحمل عبارة “Shhh…” — وشم يقارنه بعض رواد الإنترنت بوشم مشابه على إصبع الفنان.

يقرأ  الملك: أبطال يوم النصر على اليابان «لن يُنسَوا أبدًا»

التحقيقات أشارت إلى استحواذ المحققين على عنصرين تقنيين مهمين من موقع السكن الذي كان الفنان يستأجره: كاميرات مراقبة ومسجل DVR، كما أن سيارات تسلا مزودة بأنظمة تسجيل متقدمة قد توفر بيانات مهمة مثل فتح الصندوق الأمامي ومقاطع مصورة؛ لذا يتوقع القانونيون أن هذه المواد ستكون “كنزاً” للمحققين. مع ذلك، لم تُفرج الشرطة عن معطيات جديدة منذ أواخر سبتمبر، مما أثار تساؤلات وقلقاً عامّين حول بطء التحرك وغياب الشفافية.

ردود الفعل العامة كانت سريعة؛ جمهور الحشود الإلكترونية ومحبو قضايا الجرائم الحقيقية وحسابات التحري على الإنترنت بدأوا يربطون دلائل عدة بين الفتاة والفنان — من تواجد صور مشتركة على وسائل التواصل إلى تشابه الوشوم — بينما يحذر خبراء قانونيون من القفز إلى استنتاجات نهائية لأن الأدلة الرسمية لاتزال شحيحة. نيبما رحماني، المدعي العام السابق، أشار إلى أن “هناك دخاناً كثيراً” لكن ذلك لا يساوي بالضرورة وجود نار، ومهم أن تبقى التحقيقات موضوعية لأن المتهم قد يكون بريئاً إلى أن تثبت إدانته.

من ناحيته، عبّر أهل الفتاة عن حزنهم الشديد وبدؤوا حملات تمويل لجمع تكاليف الجنازة، التي أُقيمت مؤخراً. القصة تركت آثاراً واسعة: جولة فنية أُلغيت، وتخلي شركاء تجاريين عن الفنان، وعمليات تفتيش لمنازل مرتبطة به. ومع كل ذلك، تظل حقيقة ما جرى لسيليست والأسباب الحقيقية وراء وجود جثتها في صندوق تسلا أمراً لم تحدد أسراره بعد، والتحقيقات مستمرة.

أضف تعليق