فيديو احتجاج أمام محكمة إندونيسية رُبط زورًا باشتباكات على الحدود بين تايلاند وكمبوديا

توضيح عن فيديو مُضلِّل انتشر بعد هدنة حدودية

انتشر على صفحات ناطقة باللغة الخميرية مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يُظهر احتجاجات في تايلاند تطالب الحكومة باستعادة جثث جنود سقطوا في القتال الحدودي. هذا الادعاء زائف: المقطع صُوِّر أمام محكمة منطقة مانادو في محافظة شمال سولاويزي باندونيسيا، ويُظهر احتجاجاً مرتبطاً بمصادرة أرض بأمر قضائي، لا احتجاجات وطنية أو مطالبات بجثث جنود.

في التدوينة الخميرية المشتركة في 5 أغسطس 2025 كُتب: «تتجمّع عائلات الجنود للمطالبة بأن تجد السلطات جثث الجنود المفقودين»، لكن اللقطة لا علاقة لها بالصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا ولا تُظهر مواطنين تايلانديين أو كمبوديين.

خلفية النزاع والادعاءات المتداولة
في 29 يوليو دخلت كامبوديا وتايلاند في هدنة أنهت خمسة أيام من المواجهات على طول حدودهما البالغة نحو 800 كيلومتر، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً وتشريد أكثر من 300 ألف نسمة. عقب الهدنة دعا نائب وزير الدفاع التايلاندي ناتابون ناركفانيت كمبوديا إلى استعادة جثث جنودها، وانتشرت على مواقع التواصل ادعاءات مفادها أن جثثاً تُركت عند الحدود.

تفنيد مصدر الفيديو
أدَّت عملية بحث عكسي للصور باستخدام لقطات مفتاحية من الفيديو إلى العثور على نفس المقطع منشوراً على تيك توك في 31 يوليو، وكان عنوانه بالاندونيسية: «Demonstration #MandoCourt #LandMafia». تقارير محلية (مثل Manado Post وKompas TV) ذكرت أن مئات الناس احتشدوا أمام محكمة منطقة مانادو احتجاجاً على تنفيذ قرار قضائي بمصادرة أرض في حي Wisma Sabang، وأن احتجاجاً مشابهاً نُشر على إنستغرام لحساب Manado Times في التاريخ نفسه.

تطابق علامات المكان
عناصر مرئية في المقطع المنتشر — من بينها علم أحمر وأبيض ونص على واجهة المبنى — تتطابق مع صور محكمة منطقة مانادو في خرائط غوغل. النص المكتوب على المبنى «Pengadilan Negeri» يدل على أنه مبنى محكمة ابتدائية، ما يؤكد أن المشهد اندونيسي المنشأ وليس مرتبطاً بالنزاع الحدودي. كما أن نسخة الفيديو التي نُشرت مُشاهَدة آلاف المرات على منصات متعددة مثل فيسبوك وتيك توك.

استمرار التضليل
رغم الهدنة، استمر تداول معلومات مضللة عن النزاع على شبكة الإنترنت، مع استخدام صور ومقاطع خارج سياقها لصياغة روايات عاطفية من شأنها زيادة الخوف والعداوة بين الجيران. وكالة فرانس برس سبق أن دحضت ادعاءات مماثلة حول جثث لم تُستَعدّ وحددت سلسلة من المعلومات الخاطئة المتصلة باشتباكات الحدود.

الخلاصة
الفيديو المنتشر لا يبيّن احتجاجات تايلاندية تطالب باستعادة جثث جنود، بل يظهر احتجاجاً إندونيسياً محلياً أمام محكمة منطقة مانادو يتعلق بنزاع عقاري وتنفيذ حكم قضائي. يجب التحقق من مصادر الوسائط المنشورة ومطابقتها مع تقارير محلية وعمليات بحث الصور العكسية قبل إعادة نشر مثل هذه الادعاءات.