محلل شؤون الشرق الأوسط يصف اتهام الولايات المتحدة بأنه «يذهل العقل» قادماً من بلد دعم إبادة الشعب الفلسطيني في غزة
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في ساعة متأخرة من السبت تقول فيه إنها حصلت على تقارير موثوقة تفيد بأن حركة حماس تُعد لهجوم يستهدف المدنيين في غزة، في خرق وشيك للهدنة، ودعت الوسطاء إلى الضغط على الحركة للالتزام بتعهداتها وفق الاتفاق الذي تدعمه واشنطن.
وأضافت الوزارة: «إذا مضت حماس في هذا الهجوم، فستُتخذ إجراءات لحماية أهل غزة والحفاظ على سلامة الهدنة»، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية عن طبيعة الهجوم المزعوم، بينما لم تصدر حماس رداً على هذه المزاعم.
وأبلغت الولايات المتحدة دول الضمان لاتفاق السلام في غزة عن هذه التقارير، وهو ما أثار حالة من الجدل حول مصداقية الاتهام ووقته.
وصف الباحث الفلسطيني المختص بشؤون المنطقة معين الربّاني تحذير وزارة الخارجية بأنه محيّر للعقل. وقال ربّاني: «أظن أن في هذا محاولة لتأجيج صراع داخلي في قطاع غزة … بهدف تحقيق ما فشلت إسرائيل في تحقيقه حتى الآن». وأشار المحلل ذي الأصل الهولندي-الفلسطيني إلى أن إسرائيل سبق أن سعَت إلى إحداث فوضى في غزة عبر التنسيق مع «عصابات مسلحة وميليشيات متعاونة» تعمل كذراع لها في القطاع المنكوب.
وأضاف ربّاني: «القول إن الولايات المتحدة تأتي الآن للدفاع عن من دعمت إبادة شعبهم بلا قيد أو شرط لمدة عامين فقط يذهل العقل ويتجاوز حدود الخيال».
منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بخرقها، ما يهدد نجاح الاتفاق الذي أبرم قبل أيام. وقال المحلل الأميركي-الإسرائيلي جيرشون باسكين لقناة الجزيرة إن تاريخ الاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشهد على أن كل الاتفاقات تكون معرضة للاختراق بنحو أو بآخر، مؤكداً أن «إذا أراد الأميركيون فعلاً أن ينجح هذا الاتفاق، فعليهم المتابعة اليومية، بل عدة مرات في اليوم، لضمان تنفيذ الإجراءات المتفق عليها على الأرض».
من جهته، أعلن مكتب الاعلام الحكومي في غزة يوم السبت أنه رصد ما يقرب من خمسين خرقاً إسرائيلياً للاتفاق، أدت إلى مقتل 38 فلسطينياً وإصابة 143 آخرين منذ بدء سريان الهدنة. ووصف المكتب تصرفات القوات الإسرائيلية بأنها «انتهاكات فاضحة وواضحة لقرار الهدنة ولأحكام القانون الإنساني الدولي»، مشيراً إلى أن القوات أطلقت النار مباشرة على مدنيين وقصفتهم، ما يعكس استمرار النهج العدواني الإسرائيلي رغم إعلان الهدنة.
كما اتهمت الفصائل والجهات الرسمية إسرائيل بالامتناع عن تنفيذ التزاماتها المتعلقة بفتح معبر رفح مع مصر، وهو الإجراء الذي يعتبرونه ضرورياً لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع وللسماح للسكان بالسفر إلى الخارج.
وتصاعدت المطالبات الدولية والمحلية بضرورة نشر قوات دولية في غزة لحماية المدنيين والمساعدة في تطبيق الاتفاق. وفي هذا السياق دعا روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، المجتمع الدولي يوم السبت إلى إرسال قوة لحفظ السلام إلى القطاع لضمان حماية الفلسطينيين وتنفيذ بنود الهدنة.