اتفاق بين طالبان وباكستان على وقف إطلاق النار بعد أيام من الاشتباكات الدامية

أعلنت حركة طالبان أن باكستان نفذت هجمات على العاصمة الأفغانية كابل.

اتفق كل من باكستان وحكومة طالبان الأفغانية على «وقف فوري لإطلاق النار» بعد أكثر من أسبوع من القتال الدامي.

قالت وزارة الخارجية القطرية، التي وسّطت في المحادثات إلى جانب تركيا، إن الطرفين اتفقا على إنشاء «آليات لترسيخ السلام والاستقرار الدائمين».

وصف ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إنهاء «الأعمال العدائية» بأنه أمر مهم، بينما اعتبر وزير الخارجية الباكستاني الاتفاق «الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح».

وادّعى كلا الجانبين أنهما ألحقا أضراراً وخسائر فادحة خلال الاشتباكات، وهي الأعنف منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021.

واتهمت اسلام آباد طالبان منذ زمن طويل بإيواء مجموعات مسلحة تنفّذ هجمات داخل باكستان، وهو ما تنفيه الحركة.

تصاعدت الاشتباكات على طول الحدود الجبلية التي تمتد لنحو 1,600 ميلاً بين البلدين، بعد اتهام طالبان لباكستان بشن هجمات على العاصمة كابل.

ترددت شائعات بأن الانفجارات في كابل استهدفت نور ولي محسود، زعيم «طالبان باكستان». وردّاً على ذلك، أفرجت الجماعة عن مذياع صوتي لم يتم التحقق من صحته نسب إليه قوله إنه لا يزال حياً.

في الأيام التالية، أطلقت قوات أفغانية النار على دوريات حدودية باكستانية، فأجابت باكستان بقذائف الهاون وضربات طائرات بدون طيار.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان يوم الخميس أن ما لا يقل عن ستة وثلاثين مدنياً أفغانياً قُتلوا وأُصيب المئات.

أعلنت هدنة مؤقتة ليلة الأربعاء بينما كانت الوفود تجتمع في الدوحة، إلا أن الضربات عبر الحدود استمرت.

قالت طالبان يوم الجمعة إن باكستان نفذت ضربة جوية أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم ثلاثة لاعبي كريكيت محليين.

وبموجب الاتفاق الجديد، قالت طالبان إنها لن «تدعم مجموعات تنفذ هجمات ضد حكومة باكستان»، واتفق الطرفان على الامتناع عن استهداف قوات الأمن والمدنيين والبنى التحتية الحيوية لبعضهما البعض.

يقرأ  مقطع صُوّر خلال احتجاجات نيبال يُساء تداوله على أنه حريق في دكا

وصرح وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن وقف إطلاق النار الأخير يعني «وقف الإرهاب القادم من أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية فوراً»، وأن الطرفين سيلتقيان في إسطنبول لإجراء محادثات إضافية الأسبوع المقبل.

كانت باكستان داعماً رئيسياً لطالبان بعد الإطاحة بها عام 2001 عقب غزو تقوده الولايات المتحدة.

لكن العلاقات توترت بعد أن اتهمت اسلام آباد الحركة بتوفير ملاذ آمن لطالبان باكستان، التي شنت تمرداً مسلحاً ضد قوات الدولة وتضم مقاتليين أطلقوا عمليات متعددة داخل باكستان خلال العام الماضي.

ووفقاً لمشروع بيانات موقع النزاع والأحداث المسلحة (ACLED)، نفّذت الجماعة ما لا يقل عن 600 هجوم على قوات باكستان خلال العام الماضي.

أضف تعليق