مواجهة فيلادلفيا إيجلز التي علّمت المعلّم

نظرة عامة:
عندما تسلم معلم في فيلادلفيا، نِد أومالي، تذاكر مفاجِئَة لمباراة الإيغلز ضد الكابويز من أم شاكرة، تحوّل أسبوعه إلى عد تنازلي ملؤه الفرح حتى صافرة البداية.

المدرّس والمشجّع
كان نِد يعيش لأمرين: التدريس وكرة القدم أيام الأحد، وتحديداً فريق فيلادلفيا إيغلز. من الإثنين إلى الجمعة كان «السيد أومالي»، معلم الدراسات الاجتماعية النشيط في مدرسة فرانكلن المتوسطة بضواحي فيلادلفيا. أما يوم الأحد فكان يتحول إلى «المدرّب نِد»، مشجع متعطّش لا يترك فرصة للاحتفال.

كل أسبوع كان يبدأ بنفس الطقوس: صباح الاثنين، قبل الطابور الصباحي، يقف مُرحّباً عند باب الفصل بابتسامة وسؤال رمزي، وكأنه يرمي كرة تخيّلية في الممر: هل شاهدتم جالن الليلة الماضية؟ معظم التلاميذ يتجاوبون بابتسامة مستغرِقة أو بغمزة، وقلة منهم يردّون بحماس المشجعين الدؤوبين.

الصدفة الطيبة
لكن ذلك الأسبوع كان مختلفاً. بعد أن أنهى حصته الرابعة الأكثر صخباً يوم الجمعة، توقّفت السيدة دانيلز، أم أحد تلاميذه، عند مكتبه. بابتسامة شكرتَه على صبره مع ماركوس، وأعطته ظرفاً. بدا عليه الاندهاش عندما فتحه: تذكرتان ليل الأحد — في ملعب لينكولن فاينانشيال، الإيغلز ضد الكابويز، مباراة ليلة الأحد. امتلأ صدره بالدهشة وقال: لا أصدق ذلك. ابتسمت السيدة دانيلز وقالت: استمتع. كانت لفتة أصيلة أبكت نِد قليلاً، ومكنتِه من الشعور بالامتنان مملتنٌ ججداً.

السبت قبل المباراة
في يوم السبت صار نِد رجلاً على مهمّة؛ فرّش قميصه الأخضر والأسود وقبعته المطابقة، وأخرج أصابع الرغوة القديمة التي استخدمها في مباراة بلاي أوف قديمة. أمام المرآة تمتم: سنذهب بأسلوب الكلاسيك هذه الليلة—بدون طلاء للوجه، فقط شغف من القلب. أمضى النهار يخطّط: أي شطّة تشيزستيك سيأخذ (جيمز طبعاً)، أي موقف سيارات يسهل الخروج بعد المباراة، وهل يستدعي سيارة أو يقود هو. اشتعل الحماس في صدره حتى صار ينعكس على تحركاته.

يقرأ  إسرائيل:الجثة التي سلمتها حماس لم تكن لرهينة

لقاء غير متوقّع
عند الثالثة بعد الظهر يوم الأحد طلب أوبر. حين توقّف السائق وتسلّم نِد أمتع بهده المفاجأة: السائق هو توني راموس، تلميذ ثامن سابق! تذكرا سويّاً أيام الصف وحركات التدريس الطريفة—حتى أغنية الحرب الأهلية التي كان يدرّسها نِد بلاقامة إيقاعية. ربطهما الماضي وتبادل الذكريات عن المدرسة والإيغلز، وعندما وصل نِد رفض توني بقوة أن يقبل البقشيش: لا، يا أستاذ، هذه على حسابي. لقد كنت من الأفضل. خرج نِد من السيارة وقد امتلأ قلبه دفئاً.

أجواء الاستاد
ومع اقترابه من الملعب، تردّد هدير الجمهور في جنوب فيلي، فرأى وجوهاً مألوفة تلوّح له بحماس: مايا وديفين، تلميذان من صفّه السابع برفقة والديهما. ضحك وقال مازحاً: ألم تكملا سجلات القراءة؟ ردّ والد مايا بامتنان: لديكم معجبون على مائدة عشاءنا. هتف الجميع معاً: فلي اَيغلز فلي! وهكذا اجتمع بينه وبين طلابه رابط المدرسة والمجتمع.

يوم المباراة
جلس في الصف الثامن عند خط الخمسين؛ مقعد مثالي. تعبّق الهواء برائحة الهوت دوغ، وتهتزّ الأصداء بأغنية الفريق. التقى ببضع أشخاص من العمل—مساعدة المدير، السيدة جينكينز، تلوّح بمنشفتها الخضراء من صفين إلى أعلى—فبدى المشهد وكأنه امتداد لمحادثات الاجتماعات المدرسية، لكن بصوت أعلى وحماس أكبر. بدأت المباراة، وقضى نِد ثلاث ساعات من النشوة الخالصة: تصافح مع غرباء، غنّى أغنية النصر، وبكّل الحكّام أحياناً، ورقص مع فترات التوقف. الإيغلز سحقوا الكابويز، وعندما أطلق الحكم الصافرة الأخيرة انفجر الملعب فرحاً.

ما بعد المباراة
صباح الاثنين عاد نِد إلى ميدان المدرسة مبتسماً، يهمس وهو يهمّ بعبق القهوة: حقاً، كرة القدم تُنعش القلب. دخل صفّه فاستقبله ماركوس بحماس: أستاذ، هل شاهدت المباراة؟ وابتسم نِد وهو يرد: يا فتى، لقد عشت المباراة. طوال اليوم، كلما علت صيحة «هيا الطيور!» في الممرات، لم يتمكن من كبح ابتسامته. تذكّر أن بعض الدروس لا تُدرّس من كتاب بل تُعاش—تُعاش ليلة أحد تحت أضواء ملعب يكتظّ بالناس.

يقرأ  إجلاء واسع في ألاسكا بعد ذوبان جليدي يثير مخاوف من فيضانات قياسية تهدد جونو

أضف تعليق