قصف إسرائيلي يقتل 15 في غزة — كلا الجانبين يتهمان الآخر بخرق الهدنة

تصعيد في جنوب غزة يهدد وقف إطلاق النار الهش

أطلقت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية واسعة على جنوب قطاع غزة، في وقت يواجه فيه وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات الأمركية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين خطر الانهيار. قال الجيش الإسرائيلي إنه شن «موجة كبيرة وواسعة» من الغارات على عشرات الأهداف بعد ساعات من ضرب مدينة رفح، مدعياً أن قواته تعرّضت لإطلاق نار من مقاتلين تابعين لحماس في المنطقة.

توقّف إدخال المساعدات وارتفاع أعداد القتلى
أبلغ مسؤول أمني إسرائيلي وكالات الأنباء بأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة سيُجمد «حتى إشعار آخر» بعد ما وصفه بانتهاك مزعوم لوقف إطلاق النار من جانب حماس. من جهتها، قالت الدفاع المدني في غزة إن عددًا من الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 فلسطينياً منذ الصباح في أنحاء القطاع الذي دُمِّر بفعل الحرب.

مواقف المتحاربين: رد إسرائيلي وحماس تنفي
أوضح الجيش الإسرائيلي أنه رد بقصف جوي ونيران مدفعية بعد أن تعرّضت قواته للاستهداف، بينما قالت كتائب القسام، الجناح المسلّح لحماس، إنها تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتنفي وقوع مناوشات في منطقة رفح. وجاء في بيان القسام أن «لا علم لنا بأي حوادث أو اشتباكات في منطقة رفح، فهي مناطق حمراء تحت سيطرة الاحتلال، وقد انقطعت صلاتنا مع المجموعات المتبقية هناك منذ استئناف الحرب في مارس».

قِلق مدنيون وخطاب مراسلين الميدان
من غزة، نقل مراسل الجزيرة هاني محمود عن السكان قلقهم الشديد إزاء التصعيد المفاجئ. قال إن الخوف والهلع يسودان وسط السكان بعد أكثر من عشرين غارة جوية، وإن نساءً وأطفالاً سألوا الفريق الصحفي عمّا إذا كانت الحرب عادت مجدداً. وأضاف أن هناك شعوراً لدى البعض بأن «إعادة الإسرائيليين لأسرى أعقبتها عودة لقتلنا»، وهو انطباع متكرر بين المتضرّرين.

يقرأ  لي يخبر ساعر أن أستراليا ستتراجع عن قرار الاعتراف بفلسطين في حال تغيّر الحكومة

ضحايا في مواقع متعدّدة
نقلت مصادر طبية بمستشفى الأقصى في غزة عن مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين في هجوم إسرائيلي على الزوايدة وسط القطاع. كما أفاد مصدر بمستشفى العودة بمقتل ثلاثة وإصابة آخرين في قصف على مخيم النصيرات، فيما ذكرت وكالة وفا أن غارتين على شمال غزة أوقعتا قتيلين على الأقل.

ردود فعل إسرائيلية داخلية وتصعيد كلامي
جاءت الضربات بعد مشاورات أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وأصدر توجيهاً للجيش بـ«اتخاذ إجراءات قوية» ضد أي انتهاكات لوقف إطلاق النار. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الغارات في رفح قد تهدف إلى حماية ميليشيات مساندة عملت معها إسرائيل طوال فترة الحرب خشية انتقام محتمل من حماس. وما إن تداولت الأنباء عن اشتباكات محتملة حتى تغيّر المناخ العام في إسرائيل «بشكل شبه فوري».

تصريحات قيادات يمينية ومعارضة
دعا وزير الأمن القومي من اليمين المتطرف إيتامار بن غفير عبر منصات التواصل إلى «استئناف القتال بكامل القوة» في قطاع غزة، بينما غرّد وزير المالية بزلئيل سموتريتش بكلمة واحدة «حرب!». وقال وزير شؤون الشتات أميحاي تشيكلي إن «طالما حماس موجودة فستستمر الحرب». من جهة أخرى، دعا زعيم المعارضة وعضو المجلس الأمني السابق بيني غانتس إلى إبقاء كل الخيارات مفتوحة، بما في ذلك العودة إلى المناورات العسكرية.

تحليل: هشاشة وقف إطلاق النار
أشار المحلل يوسي ميكلبرغ إلى أن الهجمات تؤكد هشاشة الاتفاق. وقال إن هذا التهدئة ليست نهاية شاملة لما شهده الطرفان خلال العامين الماضيين، وأضاف أنها اتفاقية قابلة للانزلاق في أي اتجاه.

الولايات المتحدة تتحدث وحماس تنفي
زعمّت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق أن لديها «تقارير موثوقة» تفيد بأن حماس على وشك انتهاك وقف إطلاق النار، وهو ما رفضته الحركة ووصفت الادعاءات بأنها كاذبة وتتطابق مع الدعاية الإسرائيلية المضللة وتبرّر استمرار جرائم الاحتلال. اتهمت حماس إسرائيل بدعم مجموعات مسلحة تعمل في مناطق تسيطر عليها، ودعت واشنطن للضغط على تل أبيب لوقف منح تلك الجماعات «ملاذاً آمناً».

يقرأ  صور أرشيفية مذهلة لأشخاص يقفون بجانب الرؤوس العملاقة للأولمك في المكسيك— التصميم الذي تثق به · تصاميم يومية منذ 2007

رفات أسرى عُرّفت ومفاوضات متوقفة
جاءت الغارات بينما أعلنت إسرائيل تحديد هويات رفات أسيرَين أُعيدا من غزة، وقالت حماس إن محادثات إطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار قد بدأت. ووفقاً لخطة وسّطها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشمل المفاوضات نزع سلاح حماس وإنشاء سلطة دولية تدير قطاع غزة، وهو ما أثار اعتراضات ويدخل في تفاصيل سياسية حسّاسة. أعلنت مكتب نتنياهو أن الجثامين تعود لرونين إنجلس، وهو أب لثلاثة من كيبوتس نير عوز، ولـسونثايا أوكاراسري، عامل زراعي تايلندي قُتل في كيبوتس بئيري.

مزيد من الرفات ومطالب حماس بالمساعدة
حتى الآن أعيدت رفات 12 من أصل 28 جثماناً لا تزال في غزة، وتواصل إسرائيل الضغط على حماس للإفراج عن المزيد. وتؤكد حماس التزامها بنقل الرفات المتبقية لكنها تقول إنها بحاجة إلى مساعدات وآليات ثقيلة لاستخراج الجثث المحاصرة تحت الأنقاض جراء الضربات الإسرائيلية، كما إن استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على أجزاء من القطاع يبطئ جهود الانتشال والتعرُّف.التسويةة

أضف تعليق