تجارب روسية في حرب الروبوتات بأوكرانيا — قاذفات صواريخ بلا طيار، ألواح طائرة وصندوق متحرك على عجلات

مع تزايد احتدام «حرب الروبوتات» في أوكرانيا، شرعت روسيا في تجريب أنماط جديدة ومتنوعة من المركبات الأرضية غير المأهولة، من أبسط التصاميم إلى حلول تبدو غريبة أحيانًا لكنها عملية ومباشرة.

تتنوع النماذج بين ما يُعرَف بـ«دِرونوبَس» يُستخدم كمركبة أم متحركة لطائرات هجومية ذات أسلاك ليفية، وكرسي مركّب على عربة رباعية العجلات، وصندوق مفتوح يجرُّ على عجلات للحمل والتموين.

يقول مسؤولون روس إن هدفهم هو الارتقاء بإنتاج الطائرات والمركبات الأرضية غير المأهولة بشكل هائل هذا العام، وانه هناك سعي لتوسيع القدرات بقدر الإمكان عبر صناعات وشركات هندسية ومتطوعين.

من جانبها، طورت الصناعة الأوكرانية مجموعة واسعة من المركبات الأرضية غير المأهولة القتالية واللوجستية، لكن القوات الروسية تسعى أيضًا للابتكار بتصاميمها الخاصة، ولا سيما أن موسكو تختبر أسلحة أرضية عن بُعد منذ سنوات الحرب الأولى، غير أن صيف هذا العام شهد تنوّعًا أكبر في التصاميم البدائية أحيانًا والمفاجئة في أحيان أخرى.

كمثال عملي برزت عربة رباعية مظللة تحكمها عن بُعد، وصفها قنوات مؤيدة لروسيا على تليغرام بأنها «درون تيرميت» هجومي تابع لكتيبة في الجيش الثامن والخمسين للحرس المشترك. بدلاً من منصة سلاح، وُضع عليها مقعد واحد لجلوس جندي، ويمكن تخزين الذخيرة والطعام والمياه في مؤخرتها، وفق ما نشره حساب Military Informant الشهير — مع ملاحظة أن هذا الشكل يعرّض الجندي لانكشاف كامل دون حماية.

كما ظهر فيديو التقطته طائرة أول شخص فيديو أوكرانية يوثّق نموذجًا لدرون لوجستي روسي عبارة عن صندوق مفتوح على عجلات، ونشر الناشط سيرهي سترنينكو لقطات قال فيها إن الطائرة الأرضية كانت تنقل تموينات قرب خطوط الجبهة وقد دُمّرت لاحقًا.

في سياق آخر، نشرت صفحة متخصِّصة بالنُظم المدرعة والميدانية مخططات لنظام إطلاق صواريخ غير مأهول مزوّد بمسارات مدولبة قادر على إطلاق عشر ذخائر دفعة واحدة؛ وذكرت الصفحة أن شركة هندسية في موسكو تطووير هذا النظام. تشابه هذه المنصة منظومة TOS-1A السوفييتية المركبة على هيكل دبابة، لكنها أصغر بعدد الأنابيب (عشرة مقابل ثلاثين في TOS-1A).

يقرأ  الدعوة إلى التفكير الناقد في ظلّ التوترات الاجتماعية— تيتش ثوت

كما جرّبت القوات الروسية توصيل متفجرات عبر ألواح توازن (هوفر بورد) مُتحكَّم بها عن بُعد؛ ونشرت قنوات مثل «تو ميجرز» مقاطع لأرضية قائمة على لوحين من هذه السكوترات، مع دعوات للتبرع بها للجيش، موضحة استخداماتها المحتملة كـ«مركبات انتحارية»، أو لتمويه دخاني، أو للمراقبة الذاتية، أو حتى للتفكيك. وفي مايو، عرضت قناة أخرى صورًا لمنصات أرضية تجرُّ ألغاماً مضادة للدبابات من طراز TM-62، مؤكدة أن مزايا هذه الحلول تكمن في الاستقرار الذي توفره الجيروسكوبات وتكلفتها المنخفضة التي تسمح بنشرها على نطاق واسع.

أما «الدِرونوبَس» فظهر في صور نشرتها وكالة أنباء الدولة الروسية في الثامن من أغسطس، كمركبة أرضية غير مأهولة تعمل كسفينة أم متحركة لطائرات هجومية موصلة بكوابل ليفية بطول يصل إلى 15 كيلومترًا لكل طائرة، ما يمنح مدى تشغيل غير قابل للاعتراض لاسلكيًا.

لم تكن هذه التصاميم وليدة هذا العام فحسب؛ فالمنظومات الأرضية الروسية تتطوّر منذ سنوات، ومن بينها منصات مجرورة أو مدولبة حُملت عليها أنظمة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات والتي أعلنت بعض الوحدات اختبارها منذ مارس 2023. لكن ظهور تشكيلة أوسع من التصاميم يعكس تنافسًا متزايدًا بين موسكو وكييف على أي تفوّق تكتيكي يمكن أن توفره المركبات الأرضية غير المأهولة.

في أبريل، قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن شركات و«منظمات متطوعة» روسية طوّرت «مئات نظم الروبوتات الأرضية»، وأعلن أن هناك خطة لتسليم عدد أكبر بمقدار مرتبة هذا العام. وفي المقابل، تُركّز أوكرانيا مواردها على تطوير طائرات ومركبات أرضية قتالية جديدة تُستخدم لإطلاق النار على مواقع العدو، وإخلاء الجرحى، وجمع المعلومات الاستخبارية، أو إسقاط المتفجرات؛ وتُسَمّيها المسؤولون الأوكرانيون «الجنود الحديديين» لما تضيفه من قدرة على تعويض نقص الأفراد في حرب مطوَّلة.

يقرأ  يامال ورافينيا يقودان برشلونة إلى فوز افتتاحي على مايوركا في انطلاق الليغا

تقول أوكرانيا إن قواتها مُنهَكة وأعداد جنودها تقلّ نحو ثلاثة إلى واحد مقارنة بالجانب الروسي، ما يجعل الاعتماد على هذه الأنظمة غير المأهولة أكثر أهمية في سياق الصراع المستمر.

أضف تعليق