يقدّم المعرض “Draw Them In, Paint Them Out” أعمال الرسّام فيليب غوستون (أمريكي، مولود في كندا 1913–1980)، ابن مهاجرين يهود من أودسا (أوكرانيا الحالية)، إلى جانب أعمال ترينتون دويل هانكوك (أمريكي، مواليد 1974)، الفنان الأسود المعاصر البارز المقيم في هيوستن بولاية تكساس، في حوار فني يجمع بين عملين يتقاطعان للمرة الأولى. يسلّط العرض ضوءًا على الروابط الدالة بين إنتاجهما ودور الفنانين كمحركي سعي نحو العدالة الاجتماعية.
يتضمن المعرض أعمالًا رئيسية لغوستون، لا سيما لوحاته الساخرة المتأخرة التي تصور كو-كلوكس-كلان، في تماس حواري مع أعمال هانكوك الكبرى التي أنجزها ردًّا على معلمه الملهم. يبرز العرض الاستكشافين المتوازيين لموضوعات جوهرية: طبيعة الشر، تمثل الذات، الآخرية، والنشاط الفني ذو البُعد السياسي. عبر إبراز الأعمال التي تجسّد شكل الكِلان، يبيّن المعرض كيف يتفاعل الفنانان مع هذه الشخصيات المعادية أحيانًا، بل ويستحضرانهـا للاستفادة من حضورها الرمزي في تشريح هوياتهما الفردية وفحص منظومات السلطة المؤسّسية ومشاعر التواطؤ المرتبطة بها.
مع أن الموضوعات قاسية والصور في بعض الأحيان عنيفة، فإن غوستون وهانكوك يمتلكان قدرة مميزة على تحويل الألم والعاطفة إلى قوة تعبيرية عبر حسّ فكاهي قاتم لا يُمكن تجاهله، متبنّين لغة بصرية مستمدة من عالم القصص المصورة. في محصلة الأمر، يؤسس المعرض لنقاش معمّق حول إمكانيات الفن في مواجهة الظلم الاجتماعي، ودور الفنان كمجسّد وكمنقّب عن الحقيقة.