كل ما نعرفه عن سرقة مجوهرات متحف اللوفر

حادثة سطو على متحف اللوفر: إحراج وصدمة وطنية

ماذا حدث؟
متحف اللوفر في باريس لايزال مغلقاً صباح الاثنين بينما تواصل الشرطة تحقيقاتها بعد عملية سطو جريئة استهدفت مجوهرات تاريخية لا تقدر بثمن. نفّذ الجناة هجومهم في وضح النهار بعد فتح المتحف للزوار، ثم فرّوا على دراجات سكوترات حاملةً ثمانية من القطع الثمينة.

كيف جرت السرقة؟
السرقة وقعت الأحد بين الساعة 09:30 و09:40 بالتوقيت المحلي، أي مباشرة بعد وصول الزوار. استخدم أربعة لصوص رافعاً ميكانيكياً مركباً على مركبة للوصول إلى شرفة تطل على ضفة نهر السين ثم إلى طابق المعرض المعروف باسم غاليري أبولّون. أشارت صور من موقع الحادث إلى سلم مركب على السيارة يصل إلى نافذة في الطابق الأول. قطعت اثنان منهم زجاج النوافذ بواسطة قاطع أقراص يعمل بالبطارية ودخلوا القاعة، ثم هدّدوا الحراس الذين أخلوا المكان، وكسروا صناديق عرض زجاجية واستولوا على محتوياتها.

معلومات أولية تشير إلى أن غرفة من كل ثلاث غرف في المنطقة التي استهدفها السارقون لم تكن مزوّدة بكاميرات المراقبه، وفق تقارير إعلامية فرنسية. وأفادت مصادر أن جهاز إنذار محلي في القاعة كان معطلاً مؤخراً، في حين أن أنظمة الإنذار العامة بالمتحف أطلقت صفاراتها واتبع الموظفون البروتوكول بالاتصال بالقوات الأمنية وتأمين الزوار.

حاول الجناة إحراق مركبتهم خارج المبنى لكن تدخل أحد موظفي المتحف حال دون ذلك. وكثّف المدّعون العامّون التحقيق بمشاركة نحو 60 محقّقاً؛ ويُعتقد أن العملية نُفّذت بأوامر من شبكة إجرامية منظّمة. يجري الآن التحقق من لقطات كاميرات المراقبة على طريق الهرب بحثاً عن أربعة مشتبه بهم.

ما هي القطع المسروقة؟
أُسرق ثمانية قطع من القرن التاسع عشر كانت تخصّ في السابق الأسرة الملكية أو أصحاب المناصب الإمبراطورية. أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية أن القطع المسروقة شملت:
– تاج وبروش للإمبراطورة أوجيني (زوجة نابوليون الثالث).
– عقد زمرد وزوج أقراط زمرد للإمبراطورة ماري لويز.
– تاج وعقد وحلقة واحدة من طقم الياقوت التابع للملكة ماري-أميلي والملكة هورتنس.
– بروش يُعرف باسم «بروش الرفيق» أو «بروش القربة».

يقرأ  ماكرون يعيد تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء في فرنسا

يُذكر أن اثنين من القطع، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، عُثر عليهما قرب مكان الحادث على ما يبدو بعد أن أُلقيتا أثناء الهروب، وتفحص السلطات حالتهما لمعرفة مدى تعرضهما للتلف. تُعدّ هذه القطع «لا تقدر بثمن» وذات قيمة تراثية هائلة، بحسب تصريحات مسؤولي المتحف.

مخاطر وتداعيات
خبراء استعادوا أن الميزة العملية للمجوهرات — التي يمكن تفكيك التيجان والديادات وبيع أحجارها على أجزاء أو إذابة المعادن النفيسة — تجعل فرصة بيعها بحالتها الأصلية أمراً صعباً، مما يدفع المهرّبين إلى تقسيم القطع وتغيير معالمها لإخفاء الأدلة. وصف كريس مارينيلو، المدير التنفيذي لـArt Recovery International، الحدث بأنه سباق ضد الزمن لاسترجاع ما أمكن من القطع قبل أن تُفرّق وتُعاد إلى سوق سوداء يصعب تتبعه.

ردود فعل وإجراءات
أدانت شخصيات سياسية بارزة الحادث؛ رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون اعتبره «هجوماً على تاريخنا»، وزعم قادة أحزاب يمينية أنه إهانة وجرح للروح الوطنية. نددت ناتالي جوليه، عضو لجنة المالية في مجلس الشيوخ الفرنسي، بالحادثة ووصفتها بأنها «مؤلمة جداً»، متسائلة كيف أمكن تنفيذها بهذه السهولة.

سبق وأن طالب اللوفر هذا العام الدولة بتمويل لترميم وصيانة قاعات العرض القديمة وتعزيز إجراءات الحماية في إطار مشروع «النهضة الجديدة» الذي وعد به الرئيس ماكرون بتكلفة تقديرية بين 700 و800 مليون يورو، ويتضمن تدابير لتعزيز الأمن.

متى سيعاد فتح المتحف؟
المتحف ظلّ مغلقاً الاثنين بانتظار نتائج التحقيقات، وأعلن أنه سيعيد تلقائياً استرداد ثمن التذاكر للحجوزات المسددة مسبقاً. لم تُحدد جهة رسمية موعد إعادة الفتح، مع الإشارة إلى أن المتحف مُغلق دائماً يوم الثلاثاء، ما يجعل أقرب موعد محتمل لإعادة الفتح هو يوم الأربعاء.

سجلّ تاريخي لعمليات سطو سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي يُستباح فيها متحف شهير في فرنسا: في 1911 غادر موظف إيطالي حارساً للمتحف ومعه لوحة الموناليزا مخفية تحت معطفه، ورُدّت بعد عامين. في 1998 سُرقت لوحة لكاميل كورّو ولم تُسترد. كما شهدت الأشهر والسنوات الأخيرة موجة سطو استهدفت متاحف فرنسية أخرى، من بينها سرقة أعمال خزفية ثمينة في ليموج الشهر الماضي وسرقة قطع من متحف كونياك-جاي في باريس، إضافة إلى حادث في متحف هيرون في بورغوني حيث استخدمت أسلحة نارية.

يقرأ  كينيا تصدر مذكرة توقيف بحق مواطن بريطاني يُشتبه بتورّطه في مقتل أغنيس وانجيرو

خلاصة
السرقة في اللوفر ليست مجرد حادثة سرقة مقتنيات ثمينة، بل استفزّت نقاشاً وطنياً حول مستوى الحماية المادّية والمعنوية لتراث فرنسا، وأظهرت ثغرات في نظم الأمن المادي والرقابي، ما يدفع إلى مراجعة شاملة للضوابط والإجراءات حفاظاً على ما لا يقدر بثمن من تاريخ وثقافة.

أضف تعليق