في مايو الماضي، نشرت مجلة أميركية تقريرًا يتناول تغيرًا جيولوجيًّا يحدث في شمال شرق أفريقيا قد يؤدي ببطء إلى انقسام القارة. نشر فيلم مصوَّر على فيسبوك مؤخرًا لقطة من ذلك التقرير يدّعي بأن محيطًا جديدًا تشكّل في شرق أفريقيا وأن اثيوبيا وجيبوتي تتوحدان. هذا الادعاء مضلل: التقرير يشرح أن العمليات التكتونية في شمال شرق أفريقيا قد تؤدي — على مدى ملايين السنين — إلى تشكّل محيط جديد، وأنها تعمل تدريجيًّا على فصل صفيحة تكتونية منفصلة تشمل اثيوبيا وجيبوتي وإريتريا. لكنه لا يقول إن محيطًا جديدًا قد تشكّل بالفعل، ولا أن اثيوبيا وجيبوتي قد اتحدتا.
نُشِر المقاطع على فيسبوك في 5 أغسطس 2025، باللغة الأمهرية، وادّعت الصفحة: «اثيوبيا وجيبوتي تتوحّدان. العلماء أعلنوا اكتشافات مذهلة». وأضاف المعلّق الصوتي: «المحيط الجديد قد تشكّل». يظهر في الفيديو الذي دامت مدته نحو 90 ثانية لقطات لبرك وصدوع بركانية في شمال شرق أفريقيا، كما عُرِضت صور لزعماء إثيوبيين وجيبوتيين.
يبدأ الفيديو برجل يردّد عناوين التقرير، ويقول: «اثيوبيا وجيبوتي توحّدت. العلماء أعلنوا نتائج مثيرة. يقولون إن البحر الأحمر يتسع تجاه دول شرق أفريقيا فخلق محيطًا جديدًا». خلال السرد تظهر لقطة للشاشة من تقرير عنوانه «هذه القارة تتمزّق وقد تخلق محيطًا جديدًا على الأرض». كما يدّعي المتحدث أنّ الهزّات الأرضية التي حدثت في إثيوبيا وتركيا ومصر تُؤسِّس لمحيط جديد في اثيوبيا، ويختتم بالقول: «تُؤكد التقارير أن اثيوبيا وجيبوتي هما مهد المحيط الجديد، وهذا الحدث سيغيّر شكل الأرض بشكل دراماتيكي». بينما يتكلّم الراوي تُعرض خرائط شرق أفريقيا وبرك مائية وبراكين وهزّات أرضية.
في عام 2005، انفتح صدع درامي طوله أكثر من 35 كم في منخفض عفار بإثيوبيا. وصف العلماء ذلك بأنه مثال حيّ على تشوّه القشرة بسرعة وفرصة لرصد عملية التصدّع التي تحدث على مدى ملايين السنين. مع ذلك، لم يؤكد أي تقرير علمي ولا دراسات لاحقة أنّ محيطًا جديدًا قد تشكّل فعلاً.
لا محيط جديد
باستخدام عمليات بحث متخصّصة، حدّد فريق التحقق لقطة الشاشة المستخدمة في الفيديو؛ فهي مأخوذة من مقال لمجلة Travel + Leisure نُشر في 14 مايو 2025 بعنوان «هذه القارة تتمزّق وقد تخلق محيطًا جديدًا على الأرض». يبيّن المقال أن النشاط التكتوني في شمال شرق أفريقيا — وبالأخص في جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا — يتسبب تدريجيًّا في تباعد الأرض وانفتاح صدوع، لكنه يؤكّد أن تشكّل محيطٍ حقيقي سيستغرق ملايين السنين.
يستشهد المقال بموقع الجمعية الجغرافية بلندن الذي يشرح: مع استمرار التمدّد على طول الوادي التصدّعي، سينخفض مستوى الحوض تدريجيًا وقد تسمح المياه المحيطية في نهاية المطاف بالفيضان إلى الداخل. وإذا استمر التصدّع، فقد تتشكّل قشرة محيطية بازالتية جديدة على طول مركز الصدع، مولِّدة حوضًا محيطيًا ضيّقًا مع حد وسطي محيطي بين صفيحتي النوبة والصومال.
المقال لا يدّعي أن محيطًا جديدًا قائم الآن في شرق أفريقيا، ولا أنّ اثيوبيا وجيبوتي قد اتحدتا نتيجة لذلك. لا توجد دراسات تدعم مثل هذه الادعاءات؛ ما وثّقه الباحثون هو عمليّة تصدع تكتونية مستمرة لم تُكتمل بعد وستستمر عبر أزمنة جيولوجية شاسعة. العلما يؤكدون أن الزمن المطلوب لبلوغ مثل هذه النتيجة يتجاوز بالآلاف وحتى الملايين من السنين.