مع تصاعد أوقاتنا على الشبكة وخضوعنا لواقع يزداد تشوُّها ديستوبيّاً، تبدو الشقوق والخلل أكثر قدرة على تجسيد العقل المعاصر. تهتم الفنانة كات كريستوف بتلك الإحساسات المتقطعة — وأحياناً المزدوجة — في بورتريهاتها الحيّة؛ ضربات فرشاتها الظاهرة تستحضر حركات الأزل والذكريات التي تشكّل بنية حياتنا، بينما تتراكب الرقع اللونية فتبني هياكل معقّدة داخل كل عمل.
تقول كريستوف: «أعمالي تستكشف عمارة العقل. هذه إسقاطات متناثرة، مجزأة، وفوضوية للذات»، في إشارة إلى مجموعتها الأخيرة المعنونة «زفير». شاركَ في عرضها كل من بييرز لندن ومعرض ساشي، ويعود في طابعها أثر التدريب الرسمي للفنانة في العمارة الذي تلقتْه في موطنها هنغاريا قبل انتقالها إلى فولكستون في مقاطعة كنت. بقرينة الأشكال التجريدية التي تشكّل وجهًا أو جذعًا مع ممر أو غرفة، تدعو الفنانة المتفرِّج للاطلاع على الدواخل الحميمة لموضوعاتها.
«الشك — ١» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ١٨٠ × ١٨٠ سم
رغم أن كل بورتريه يتضمن درجة من التشوّه النفسي، فإن كريستوف توسّع وتضيق من صفات السريالية فيه. ففي عملها «الصدى» يواجهنا موضوع معكوس يحدق مباشرة في الناظر، مع فارق أن الشكل الموجود على اليمين ينظر من وجه مقلوب. أما الخلل في «وحيد» فله وقع أكثر صدمة، حيث يتبادل وجهان النظرات عبر شريط مركزي يقسّم اللوحة.
تمنح كريستوف العقل مساحة لا محدودة للاقتحام نحو أراضٍ جديدة، ومع ذلك، مثل الجدران التي تحمي منازلنا، ثمة حواجز علينا عبورها لنخرج من ذواتنا. تضيف: «ما نرنو إليه يظل مراوغًا، ليس لأنه غير موجود، بل لأننا نحمل معنا ذاتية التفكير دائماً».
«وحيد» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ١٢٥ × ١٤٥ سم
«انجراف» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ٢٢٠ × ١٧٥ سم
«طمس» (٢٠٢٥)، زيت على لوح، ٨٠ × ٦٠ سم
«تنفّس» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ٢٢٠ × ١١٥ سم
«شهوة» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ١٥٠ × ١٠٠ سم
«زفير» (٢٠٢٥)، زيت على قماش، ١٧٠ × ١٤٥ سم
يعرض «زفير» من ٢٣ أكتوبر إلى ١٦ نوفمبر في معرض ساشي بلندن. للمزيد من أعمال كات كريستوف تفقّدوا موقعها وحسابها على إنستاجرام.
هل تهمك قصص وفنانون من هذا النوع؟ كن عضوًا في كولوسال الآن وادعم النشر الفني المستقل — امتيازات العضوية تشمل الوصول بدون إعلانات، حفظ المقالات المفضلة، خصم ١٥٪ في متجر كولوسال، ونشرة إخبارية حصرية للأعضاء، إضافةً إلى إسهام ١٪ لتوفير لوازم فنية في صفوف K–12. العرووض متاحة للجمهور طوال فترة المعرض.