باكستان: وقف إطلاق النار مرهون بقدرة أفغانستان على كبح جماح الجماعات المسلحة

وزير الدفاع الباكستاني: «طالبان باكستان» تعمل بالتواطؤ مع طالبان الحكم في أفغانستان

نُشر في 20 أكتوبر 2025

قال خواجة محمد آصف، وزير الدفاع الباكستاني، إن وقف إطلاق النار الهشّ بين باكستان وأفغانستان مرهون بقدرة كابول على كبح الجماعات المسلحة التي تشن هجمات عبر الحدود المشتركة. وأضاف في مقابلة مع وكالة رويترز أن «كل شيء مرهون بهذه الفقرة الواحدة»، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الدوحة وانقرة للحفاظ على الاستقرار في الاقليم.

وجاء الهدنة بعد أسبوع من اشتباكات حدودية دامية دفعت بالعلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة عام 2021. واندلعت المواجهات بعدما طالبت إسلام آباد كابول بالتحكم بمقاتلي حركة تحرير طالبان باكستان (TTP)، الذين تقول باكستان إنهم ينطلقون من معاقل داخل الأراضي الأفغانية.

قال آصف إن أي عمل عسكري يأتي من أفغانستان سيكون «خرقًا لهذا الاتفاق»، مشيرًا إلى أن الاتفاق المكتوب نصّ على عدم حصول أي توغلات. وأضاف أنه قاد المفاوضات مع نظيره الأفغاني ملا محمد يعقوب.

اتهم الوزير جماعة TTP بأنها تعمل «بالتواطؤ» مع طالبان الحاكمة في أفغانستان؛ اتهام نفته الحركة. من جانبها تتهم سلطات أفغانستان الجيش الباكستاني بنشر معلومات مضللة وإيواء مقاتلين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية بهدف تقويض استقرار وسيادة البلاد.

قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن الاتفاق ينص على ألا تقوم أي من البلدين «بأعمال عدائية تجاه الأخرى، ولا بد أن تدعم أيٌّ منهما جماعات تنفذ هجمات ضد حكومة باكستان». وأضاف أن الطرفين اتفقا على الامتناع عن استهداف قوات الأمن أو المدنيين أو البنى التحتية الحيوية لبعضهما البعض.

تشن حركة طالبان باكستان حربًا ضد إسلام آباد منذ سنوات في محاولة للإطاحة بالحكومة، وصعّدت هجماتها خلال الأشهر الماضية مستهدفة قوات الجيش الباكستاني. وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن الجيش شن غارات جوية على العاصمة كابول، من بينها ضربة في 9 أكتوبر حاولت خلالها قتل زعيم طالبان باكستان نور ولي محسود، رغم أنه ظهر لاحقًا في تسجيل مصوّر يؤكّد أنه لا يزال على قيد الحياة.

يقرأ  تدقيق الحقائقهل تراجع عدد عمليات إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة منذ قانون ٢٠٢٢؟أخبار العنف المسلح

عزا آصف العمليات العسكرية إلى رد فعل على الاعتداءات المستمرة: «كنا نتعرض لهجوم؛ كانت أراضينا تُستهدف، فقمنا بالرد بالمثل. كابل ليست منطقة محرمة؛ أينما وجدوا سنهاجمهم». من المقرّر أن تُعقد جولة المفاوضات التالية في إسطنبول في 25 أكتوبر لوضع آلية لتطبيق الاتفاق وتنفيذه.

أضف تعليق