اللوفر — أجزاء بلا كاميرات تكشف عن ثغرات أمنية

بعد سرقة جواهر التاج الفرنسية من متحف اللوفر يوم الأحد، كشف تقرير رقابي سُرّب إلى راديو فرانس أن منظومة الأمن في المتحف كانت «قديمة وغير كافية». يذكر التقرير أن النسخة الكاملة ستُنشر علنًا الشهر المقبل، وأنه أُعدّ بواسطة محكمة الحسابات الفرنسية — الجهة المعادلة في دورها لمكتب الرقابة الحكومية الأميركي (U.S. Government Accountability Office).

أشارت محكمة الحسابات إلى مجموعة نتائج لاذعة، من بينها «تأجيلات متكررة لجدول تحديث أنظمة الأمن»، وأن كاميرات المراقبة تُركّب في الغالب «فقط عند تجديد القاعات»، وفق ما نقلته صحيفة لو فيغارو.

مقالات ذات صلة

«بفعل تزايد أعداد الزوار، أصبحت التجهيزات التقنية للمتحف قديمة وبسرعة أكبر» — هكذا يورد التقرير.

في جناح دينون، حيث تقع غاليري أبولون ولوحة الموناليزا، لا تحتوي ثلث القاعات على كاميرات مراقبة بحسب التدقيق. أما في أكبر أقسام المتحف، جناح ريشليو، فحوالي 75% من القاعات دون كاميرات. وبالمجمل، لم تُركّب إلا 138 كاميرا إضافية منذ عام 2019.

وانتقد التقرير إدارة المتحف أيضًا لعدم إعطاء الأولوية لتعزيز الأمن رغم ميزانية التشغيل السنوية المقدرة بـ323 مليون يورو (حوالي 376 مليون دولار)، مشيرًا إلى أن «المبالغ الملتزم بها ضئيلة مقارنة بالاحتياجات المقدرة».

أفادت لورانس دي كار، رئيسة ومديرة متحف اللوفر، بأن التدقيق بادرَت به بعد توليها المنصب في سبتمبر 2021، كما أكدت ذلك للصحافة يوم الأحد.

أعادت نتائج التقرير تأجيج الانتقادات الموجّهة إلى إدارة المتحف الأكثر زيارة في العالم، التي تواجه اتهامات من العاملين بأن الاكتظاظ أعاق قدرتهم على حماية نحو 36 ألف عمل معروض في أي لحظة. وقد خاض الموظفون إضرابًا في يونيو للاحتجاج على نقص الكادر.

في وقت سابق من هذا العام، أعلن اللوفر والرئيس إيمانويل ماكرون عن مشروع تجديد كبير للمتحف بتكلفة متوقعة تتراوح بين 700 و800 مليون يورو (بين نحو 815 و932 مليون دولار). وقالت وزيرة الثقافة راشيدا داتي يوم الأحد إن جزءًا من هذا الاعتماد سيُخصص لتحديث منظومة الأمن وفق توصيات التقرير.

يقرأ  نتنياهو يخاطب الأمة قبيل الإفراج عن الرهائن

وأضافت داتي أن معدّات جديدة للمراقبة بالفيديو ستُركّب، وأن تحقيقًا حكوميًا سيفتتح في وقته نفسه إلى جانب التحقيقّ الشرطي الجاري.

من جانبها، أصدرت وزارة الثقافة بيانًا أكدت فيه أن نظام الأمن في غاليري أبولون عمل كما هو مُصمم: «أُطلقت الإنذارات. وعند الكسر، الذي كان سريعًا وشديدًا، تدخل خمسة من موظفي المتحف المتواجدين في الغرفة والمناطق المجاورة فورًا لتطبيق بروتوكول الأمن.»

ودعت هيئة فرع الثقافة في نقابة CFDT، في بيان نشرته يوم الأحد، إلى «تدقيق كامل ومستقل لأنظمة الأمن والوقاية… زيادة أعداد العاملين للمراقبة والاستقبال… وشفافية تامة بشأن نتائج التحقيق.»

أضف تعليق