مركز شارلوت للشطرنج
توفي اللاعب الأميركي والأستاذ الكبير في الشطرنج والمعلّق عبر الإنترنت دانييل ناروديتسكي، المعروف لدى متابعيه باسم «دانيا»، عن عمرٍ ناهز 29 عاماً، وذلك قبل أسبوعين من حلول عيد ميلاده الثلاثين.
أعلنت عائلته وفاةً «غير متوقعة» في بيان أصدره ناديه، مركز شارلوت للشطرنج، يوم الإثنين، ولم يُذكر سبب الوفاة.
قال البيان: «ببالغ الحزن ننعى الفراق المفاجئ لدانييل ناروديتسكي. كان دانييل لاعباً موهوباً ومعلّقاً ومربّياً للشطرنج، وعضواً محبوباً في مجتمع الشطرنج، محل إعجاب واحترام من قبل المشجعين واللاعبين حول العالم».
أدّى كل من اتحاد الشطرنج الأميركي والاتحاد الدولي للشطرنج وبعض اللاعبين المحترفين إلى تقديم التعازي. ووصف اللاعب الأميركي المصنف ثانياً عالمياً هيكارُو ناكامورا النبأ بأنه «مدمّر»، قائلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «خسارة هائلة لعالم الشطرنج».
بدأ اهتمام ناروديتسكي بالشطرنج وهو في السادسة من عمره، حين قدّمه أخوه الأكبر آلان للعبة لإسعاد مجموعة أطفال في حفلة عيد ميلاد. سرعان ما لاحظ والده فلاديمير وعدة مدرّبين موهبة الصبي.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز عام 2022 قال ناروديتسكي: «بالنسبة لي، كنت أكتفي بلعب ألعاب مع أخي».
برز دولياً في 2007 عندما فاز ببطولة العالم للشباب تحت 12 سنة في أنطاليا بتركيا. وفي عام 2010، وفي سن الرابعة عشرة، صار من بين أصغر المؤلفين المنشورين في عالم الشطرنج بعد أن أصدر كتابه «إتقان الشطرنج الموضعي»، الذي عالج فيه مهارات عملية ومناورات تقنية.
فاز ناروديتسكي ببطولة الناشئين الأميركية عام 2013، مما ساعده على نيل لقب الأستاذ الكبير (غراندماستر) من الاتحاد الدولي للشطرنج وهو لا يزال مراهقاً.
ناروديتسكي عام 2008، عقب تتويجه ببطولة الشباب العالمية في تركيا
تخرّج لاحقاً من جامعة ستنفورد، وعمل كمدرّب للشطرنج في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا. ومع استمرار مشاركته في البطولات رفيعة المستوى، انتقل أيضاً إلى فضاء الشطرنج الرقمي.
حصدت قناته على يوتيوب قرابة 500 ألف مشترك، وجذبت بثوثه على تويتش نحو 340 ألف متابع، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المشاهدين الذين كانوا يتابعون دروسه المصوّرة وبثوثه المباشرة ضد خصومه. وأشاد الجمهور ببصيرته وشغفه، وكان يطلق عليه الناس بشكل ودي «دانيا».
في 2022 عيّنته صحيفة نيويورك تايمز عمودياً جديداً للشطرنج ودعته للمساهمة في سلسلة أحاجي الشطرنج بقسم الألعاب في الجريدة. وفي المقابلة المصاحبة للتعيين تأمل الغراندماستر الشاب في أثر الشطرنج على حياته قائلاً: «حتى على مستواي، أكتشف دوماً أشياء جميلة في اللعبة في كل مرة أتدرّب أو أدرّس أو ألعب أو أعلّق في بطولة».