سبع جامعات من أصل تسع تَمطَّت عن توقيع قواعد تمويل فيدرالي جديدة
أعلنت جامعة أريزونا، في بيان صدر يوم الإثنين، أنها أصبحت سابع مؤسسة تعليمية ترفض توقيع مجموعة السياسات التي عرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مقابل حصولها على معاملة تفضيلية بشأن التمويل الفدرالي. وقالت الجامعة إنها قررت عدم التوقيع على «الميثاق من أجل التميّز الأكاديمي في التعليم العالي» استناداً إلى التزامها بمبادئ أساسية مثل حرية البحث العلمي، وتمويل البحوث على أساس الجدارة، واستقلالية المؤسسات.
وأضاف البيان أن بعض التوصيات تستحق «مراجعة متأنّية»، غير أن «العديد من الأفكار المقترحة مطبقة بالفعل في جامعة أريزونا». ومقر الجامعة في توسون، لتكون بذلك السابعة من بين تسع مؤسسات نخبوية خاطبتها الإدارة.
مع انقضاء المهلة التي حدّدها البيت الأبيض يوم الاثنين، بقيت جامعتان — فاندربيلت وجامعة تكساس في أوستن — من دون إعلانٍ علني حول موقفهما. ونفى مستشار فاندربيلت أن تكون الجامعة مُجبرة على القبول أو الرفض، مشيراً إلى أنها تدخل في حوار مستمر مع الإدارة.
الست مؤسسات الأخرى التي أعلنت رفضها للميثاق سابقاً هي: جامعة براون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة فيرجينيا، وكلية دارتموث.
اشتملت بنود الميثاق المقترَح على قواعد مثل إلزام الجامعات بتجاهل العِرق والنوع عند قبول الطلبة أو تعيين أعضاء هيئة التدريس، وتقييد عدد الطلاب الأجانب بحيث لا يتجاوزوا 15 في المئة من المقبولين في برامج البكالوريوس. كما طالبت الوثيقة المؤسسات بضمان «سوق أفكار حيوية» داخل الحرم الجامعي، خالية من هيمنة إيديولوجية واحدة، وإلغاء أقسام تُتهم بأنها «تعاقب أو تحقر أو تُحرّض على العنف ضد الأفكار المحافظة».
أثار الميثاق قلق جمعيات أكاديمية ونقابية، من بينها الرابطة الأمريكية للأساتذة الجامعيين والاتحاد الأمريكي للمعلمين. ووصفت الأخيرة عرض الإدارة بمنح معاملة تفضيلية للمؤسسات المتملقة للحكومة بأنه رائحة المحسوبية والزبائنية، وحتى الرشوة مقابل الولاء لأجندة أيديولوجية حزبية.
منذ بدء فترة ترامب الثانية في يناير 2025، شَهِدَ البيت الأبيض تقليصات كبيرة في تمويل البحوث الفدرالية، وربطت بعض هذه القرارات بالرغبة في كبح التعبير السياسي داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك احتجاجات مؤيدة لفلسطين ومبادرات التنوع.
اختارت بعض الجامعات التعاون مع الإدارة، مثل جامعة كولومبيا، في حين اختارت مؤسسات مرموقة أخرى مثل هارفارد مواجهة الخطوات الحكومية. وفي سبتمبر حكم قاضٍ فدرالي بأن إدارة ترامب خرقت القانون عندما ألغت منحاً بحثية لهارفارد بقيمة تزيد على 2.2 مليار دولار. وكتبت القاضية أليسون بوروغز في قرارها أن الإدارة «استغلت قضايا معاداة السامية ستاراً دخانياً لشنّ هجوم موجه ذو دوافع أيديولوجية على جامعات هذا البلد المرموقة».
استهدفت إدارة ترامب عدة جامعات، ومن بينها كولومبيا، بسبب دورها البارز في احتجاجات مناهضة للحرب التي انطلقت بعد شن إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 68,216 شخصاً في العامين التاليين. وجادلت الإدارة بأن تلك الاحتجاجات روّجت لمعاداة السامية وخلقت بيئة غير آمنة للطلاب اليهود، وهو ما رفضه ناشطون طلابيون وصفوا هذه الاتهامات بأنها غير مبررة.