يوروفايتر تايفون — عملاقة جوية متفوّقة
منذ بزوغ عصر الطائرات العسكرية قبل أكثر من قرن، كرّست الشركات الكبرى جهودها لصقل هذه العملاقة في السماء. ونتيجة لذلك برزت طائرات مقاتلة سريعة وخطيرة ومبهرة تقنياً، ورغم وجود بعض الطائرات التي يمكن شراؤها من جهات خاصة، تظل صفقات اقتناء المقاتلات الكبرى حكراً تقريباً على الدول والحكومات.
ألمانيا أقدمت مؤخراً على طلبية كبيرة: طلبت الحكومة 20 طائرة يوروفايتر تايفون لتلتحق بالقوات الجوية الألمانية، بحسب ما أعلنته شركة إيرباص المصنعة بالاشتراك مع BAE Systems وLeonardo. من المتوقع أن تقلع الدفعة الأولى عام 2031 وتكتمل التسليمات بحلول 2034. وأشاد المدير التنفيذي لإيرباص، مايك شولهورن، بالاتفاقية، مؤكداً أن ادخال هذه المقاتلات سيؤذن بعصر التقنيه الجديد وسيعزز قدرات ألمانيا داخل حلف شمال الأطلسي.
لماذا تثير هذه الطائرة الإعجاب؟ ببساطة لأن مواصفاتها استثنائية: قدرة الإقلاع خلال أقل من 8 ثوانٍ، سرعة قصوى تبلغ Mach 2 على ارتفاعات عالية وMach 1.25 عند مستوى سطح البحر. كما تزود كلتا محركي EJ200 بدفع يقارب 90 كيلو نيوتن، وتبقى الطائرة قابلة للمناورة عند هذه السرعات بفضل هيكلها المصمم ليكون مقصوداً غير مستقر ديناميكياً، ما يمنح الطيار مرونة تحكم أكبر.
إلى جانب السرعة والمناورة، تُعد التسليحات وأنظمة الاستشعار حاسمة في فاعلية اليوروفايتر؛ فهي تحمل مجموعة واسعة من أسلحة جو–جو وجو–أرض مناسبة لمختلف سيناريوهات القتال. كما يوفّر المقصورة المتقدمة نظم استشعار تمنح الطيار وعيًا مكانيًا وعملياتياً عالياً. وتشتمل تجهيزات دعم الحياة على سروال مضاد للـG، وبدلة ضغط لصدر الطيار، وبدلة تكييف سائلة، إضافةً إلى حماية ضد التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية. ولا يُشكّل المعدن أكثر من 15% من بنية الطائرة، ما يقلل من بصمتها الرادارية ويعزز قابليتها على التخفي من أنظمة البحث والرصد.
باختصار، يوروفايتر تايفون من بين أكثر الطائرات المقاتلة تصميمًا وكفاءةً في العالم اليوم، ومن الطبيعي أن تسعى القوات الجوية الألمانية لضمها إلى ترسانتها. فهي طائرة قادرة على المنافسة مع نماذج بارزة مثل F‑16 وغيرها من المقاتلات المرموقة.