قتيلان آخران بينما يكافح الجنود الإسبان النيران

إسبانيا تُعزّز القوات وتواجه حرائق هائلة تودي بحياة أربعة أشخاص

أرسلت إسبانيا 500 جندي إضافي للمساعدة في مكافَحة الحرائق، ما رفع أعداد القوات الميدانية إلى نحو 1900، في ظل ارتفاع حصيلة الوفيات إلى أربعة أشخاص. وأعلنت حكومة قشتالة وليون الإقليمية وفاة رجل إطفاء يوم الأحد إثر حادثة أثناء عمله بعد أن انقلبت شاحنته وسقطت على منحدر حاد.
عبر منصة إكس، عبّر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن “الحزن” و”الأسى” إزاء هذه الخسائر.

في البرتغال المجاورة، التي تشهد أيضاً حرائق واسعة، أعلن الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا مقتل رجل إطفاء في حادث مرور “مأساوي” يوم الأحد، كما أُصيب آخران. وتواصل النيران اجتياح أجزاء من اليونان وفرنسا وتركيا ودول البلقان على خلفية موجة حر شديدة اجتاحت جنوب أوروبا.

تُعاني الأجزاء الشمالية الغربية والغربية من إسبانيا من حرائق واسعة لا تزال مشتعلة، وقد تم إجلاء نحو 27,000 نسمة من منازلهم حتى الآن. وتعد قشتالة وليون المنطقة الأكثر تضرراً؛ إذ نقلت محطة إذاعية محلية أن الهواء هناك “لا يُطاق” بسبب الدخان. كما لا تزال النيران خارجة عن السيطرة في مقاطعة كاثيريس الغربية، وقد التهمت نحو 11,000 هكتار. وفي غاليسيا تشتعل 12 بؤرة حرائق، أغلبها في مقاطعة أورينسي، حيث بلغ أكبرها 17,500 هكتاراً.

أسفرت الحرائق عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل في قشتالة وليون يوم الأحد، أربعةٌ منهم في حالة حرجة. وفي الأسبوع الماضي لقي متطوعان حتفهما أثناء مكافحة النيران في ليون، كما توفي رجل آخر في تراس كانتوس قرب مدريد إثر حريق اندلع هناك. وذكرت منظومة معلومات حرائق الغابات الأوروبية (EFFIS) أن نحو 343,000 هكتاراً احترقت في إسبانيا هذا العام — أي ما يقارب ضعف المساحة المسجلة في العام السابق.

يقرأ  بينما ترتفع تكلفة صعود إيفرست، نيبال تُعلن إلغاء رسوم تسلّق نحو مائة قمةٍ أخرى

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت الحرس المدني الإسباني عن اقتراح فرض “عقوبات” على أربعة أشخاص لتنفيذهم حرائقَ مُحمّلة دون تصريح في لاكورونيا بمنطقة غاليسيا. ويُعد التسبب في حرائق غابية جريمة في إسبانيا حتى لو كانت عن طريق الخطأ.

البرتغال من جهتها تكافح حرائق مستمرة منذ أواخر يوليو، وكانت المناطق الشمالية والوسطى من البلاد الأكثر تضرراً. ونقل الرئيس ريبيلو دي سوزا تعازيه “الأعمق” لعائلة رجل الإطفاء المتوفى، بينما تواصل الأطقم الطبية علاج المصابين. وأفادت EFFIS أن حرائق البرتغال أحرقت نحو 216,000 هكتار في عام 2025.

فعّل البلدان آلية الحماية المدنية الأوروبية، التي تتيح للدول طلب مساعدات طارئة، واستُقدِم عناصر إطفاء من دول أخرى لمؤازرة المجهود الإسباني والبرتغالي؛ كما سيتلقي كلا البلدين طائرتي إطفاء إضافيتين. والحرائق الصيفية ليست غريبة على جنوب أوروبا، لكن شدتها تتفاقم عادةً بفعل موجات الحرّ الشديدة.

يؤكد خبراء الأرصاد أن مثل هذه الظواهر المتطرفة باتت أكثر تواتراً وشدّة بفعل تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري، وتظهر أبحاث وكالة الأرصاد الإسبانية الحكومية أن تغيّر المناخ يجعل الطقس أكثر قسوة واستثنائية، مما يزيد من خطر اندلاع حرائق واسعة ومكلفة على المستويَيْن الإنساني والبيئي.

أضف تعليق