الصين تتهم أستراليا بالتستر على اقتحام المجال الجوي في بحر الصين الجنوبي

توتر دبلوماسي بين بكين وكانبيرا إثر تبادل الاتهامات حول مواجهة جوية فوق بحر الصين الجنوبي، بعدما أعلنت أستراليا أن طائرة حربية صينية أطلقت ذخائر مضيئة بالقرب من طائرة تابعة للقوات الجوية الأسترالية خلال دورية مراقبة بحرية.

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، جيانغ بن، إن بكين قدمت احتجاجًا “جديًا” إلى استراليا واتهمت كانبيرا بمحاولة التستر على ما وصفته بـ “التعدي الجائر وغير القانوني” لطائرة عسكرية أسترالية داخل المجال الجوي الصيني. واعتبر جيانغ أن بيان القوات الأسترالية الصادر يوم الاثنين يحاول تحميل الصين المسؤولية، ودعا أستراليا إلى تقييد تحركات وحداتها البحرية والجوية على خطوط المواجهة لتجنب إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية.

من جهتها، وصفت وزارة الدفاع الأسترالية الحادث بأنه “غير آمن وغير مهني”، وقالت إن طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية أطلقت ذخائر مضيئة على مسافة قريبة من طائرتها أثناء قيام الأخيرة بدورية مراقبة بحرية في بحر الصين الجنوبي. وأضافت أن قوات الدفاع الأسترالية تمارس مهام المراقبة في المنطقة منذ عقود وبما يتوافق مع القانون الدولي.

لم تحدد أستراليا موقع الحادث بدقة، بينما أفادت بكين أن الواقعة جرت فوق المجال الجوي لـــ”جزر شيشا” — وهو التسمية الصينية لمجموعة جزر باراسيل، التي تطالب بها كذلك فيتنام وتايوان.

يأتي هذا التبادل بعد حادث مماثل في فبراير الماضي، وهو جزء من سلسلة من التوترات في منطقة بحر الصين الجنوبي التي تدّعي الصين تقريبًا سيادتها عليها، رغم حكم محكمة دولية في لاهاي عام 2016 قضى بعدم وجود أساس قانوني لمطالبها.

يشكل بحر الصين الجنوبي بؤرة توتر بين بكين وواشنطن ضمن خلافات أوسع تشمل حربًا تجارية وعقوبات وقضايا هونغ كونغ وتايوان، كما يفاقم الخلاف توترات بين الصين وعدد من جيرانها المتنافسين على أجزاء من المياه والمناطق البحرية المحيطة.

يقرأ  سنغافورة ترفض دخول ناشط هونغ كونغي مؤيّد للديمقراطية ومقيم في المنفى

تزامن اتهام أستراليا مع زيارة رئيس وزرائها أنتوني ألبانيز إلى واشنطن والتقاءه بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث وقّع البلدان اتفاقًا لتوريد عناصر نادرة ومعادن استراتيجية من أستراليا إلى الولايات المتحدة في ظل تشديد بكين قيودها على الصادرات. وناقش الزعيمان كذلك صفقة AUKUS لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية؛ وقال ترامب إن أعمال بناء الغواصات تسير قدمًا، رغم أن واشنطن كانت أكدت سابقًا أنها تراجع صفقة موقعة في عهد الرئيس جو بايدن تتعلق بثلاث غواصات من طراز فيرجينيا.

بدورها، جددت بكين معارضتها للاتفاق، وقالت وزارة الخارجية عبر المتحدث قو جياكُن إن الصين “تعارض دائمًا خلق أجواء القطبية والمواجهة، وزيادة مخاطر الانتشار النووي، وتصعيد سباق تسلح”.

تقرير إضافي: بوني لياو، كوالالمبور.

أضف تعليق