رسائل إلكترونية تسلط ضوءًا جديدًا على صلات ليون بلاك بجيفري إبستين

يتناول تحقيق استقصائي أخير لصحيفة نيويورك تايمز معلومات إضافية عن العلاقة بين الملياردير في رأس المال الخاص وعضو مجلس أمناء متحف الفن الحديث (MoMA) ليون بلاك والمرتكب المدان الراحل جيفري إيبستين، بما في ذلك تفاصيل حول صفقات فنية كبيرة قيل إنها جزء من مخطط لتجنُّب الضرائب.

من المعروف منذ فترة أن بلاك دفع حوالى 170 ملييون دولار لإيبستين، وقال بلاك إن هذه المدفوعات كانت مقابل خدمات تخطيط ضريبي وترتيبات تركة. لكن رسائل بريد إلكتروني ووثائق جديدة استحوذت عليها الصحيفة تكشف أيضاً كيف كان لإيبستين تأثير على بلاك، وكيف طالَب في كثير من الأحيان بالمزيد.

بحسب التقرير، لعب الممول المشين دوراً في إخفاء علاقة بلاك طويلة الأمد خارج إطار الزواج مع العارضة الروسية السابقة غوزيل غانييفا، التي اتهمت لاحقاً بلاك بالاعتداء؛ ونفى بلاك تلك الاتهامات. وأفيد بأن بلاك دفع لغانييفا ما يقرب من عشرة ملايين دولار بموجب اتفاق منعها من الكشف عن علاقتهما علناً.

تشير الوثائق إلى أن إيبستين كُلِّف بتقييم التبعات الضريبية لتلك المدفوعات، وبعضها صيغ على هيئة قروض. كما يضيء التحقيق المطوّل على كيفية تنظيم إيبستين لصفقات فنية تهدف إلى مساعدة بلاك على تجنُّب ضرائب أرباح رأس المال والظهور أمام الجمهور. في إحدى الرسائل الإلكترونية الجديدة التي راجعتها التايمز، استغل إيبستين علاقاته المصرفية الرفيعة لمحاولة الحصول على قرض لبلاك، مدعياً أنه «يُقدِّم استشارة» بشأن شراء بلاك بقيمة 120 مليون دولار لنسخة من لوحة إدفارد مونش «الصرخة». (مثلما قال ممثلو بلاك للصحيفة، لم يشارك إيبستين في صفقة الشراء عام 2012، وفق بيانهم.)

تُبرز التقارير مدى التبعية المتبادلة بين الرجلين عبر علاقة مضطربة أحياناً دامت أكثر من عقدين حاول بلاك أن يبتعد عنها علناً. ففي مناسبة واحدة، أحال بلاك مئات الآلاف من الدولارات عبر حوالات مصرفية إلى ما لا يقل عن ثلاث نساء مرتبطات بإيبستين لأسباب غير واضحة، استندت التايمز في ذلك إلى ملاحظات محققي الكونغرس.

يقرأ  مقتل عشرات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

«يثير هذا التقرير تساؤلات عمّا إذا كان ثمّة ما هو أكثر من ذلك في العلاقة بين الرجلين، وربما شمل ذلك ابتزازاً»، قال السيناتور الديمقراطي رون وايدن من ولاية أوريغون في بيانٍ صدر بعد نشر التحقيق.

هذا الصيف، دعا وايدن، العضو البارز في لجنة الشؤون المالية بمجلس الشيوخ، إلى فتح تحقيق في مدفوعات بلاك لإيبستين، قائلاً إن هذه المدفوعات لم تُفسَّر ولم تُدقَّق بالشكل المناسب.

في تصريح لموقع هايبرالليرجك، قالت محامية بلاك سوزان إسترِيش إن بلاك دفع لإيبستين مقابل استشارات شرعية في شؤون الضرائب والتركة وأن ذلك أنقذ عائلته مليارات الدولارات، ونفت أي اقتراح حول وجود تأثير مُفرِط بوصفه «زائفاً وسخيفاً تماماً»، مضيفة أن بلاك أنهى علاقته بإيبستين لأنه «رأى أن أتعاب خدماته مبالغ فيها». وأكدت إسترِيش أن بلاك «لم يكن على علم بأفعال إيبستين الإجرامية» أثناء علاقتهما، وانتقدت كذلك تعيين نيويورك تايمز للصحفي ماثيو غولدستاين لتغطية القصة، زاعمة أن غولدستاين «قدّم لها نصائح وربطها بمحامٍ». وأضافت: «تم رفض شكايتها نهائياً وقررت محكمة الاستئناف تثبيت ذلك».

ورد متحدث باسم نيويورك تايمز لموقع هايبرالليرجك قائلاً إن «ماثيو غولدستاين صحفي متميز ساعد القراء على فهم أُمور جيفري إيبستين المالية. كانت اتصالاته مع السيدة غانييفا تواصلات عادية بين صحفي ومصدر؛ ولم يُقدِم لها نصائح أبداً».

لطالما كانت علاقات بلاك بإيبستين والضغط العام المحيط بدوره في متحف الفن الحديث محور تدقيق مكثف. في يناير 2021 استقال بلاك من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أبولو غلوبال مانجمنت بعد مراجعة لشركته حول علاقاته المالية مع إيبستين. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وبعد رسالة مفتوحة وقعها أكثر من 150 فناناً بارزاً تطالب بإقالته، تنحّى بلاك عن رئاسة مجلس إدارة متحف الفن الحديث، لكنه لا يزال عضواً في مجلس الأمناء حتى اليوم. زوجته ديبرا بلاك تشغل حالياً مقعداً في مجلس متحف المتروبوليتان للفنون.

يقرأ  مسار الهامش لوحات جان-بيير روي

في مقابلة حديثة مع الصحفية شارلوت بيرنز، طُرح على مدير المتحف المنتهية ولايته غلين لوري سؤال حول الجدل المتعلق بدور بلاك في المجلس، فأشاد بلوري بمجلس إدارة المتحف، ووصفه — بما في ذلك بلاك — بأنهم «مكرسون للمتحف بشكل استثنائي».

لم يصدر عن متحف الفن الحديث أي رد على طلب التعليق من هايبرالليرجك.

أضف تعليق