صور فضائية تكشف مشاهد الصراع المستعر في قطاع النفط الروسي

تُظهر صور فضائية جديدة حجم التصعيد الدائر حول قطاع النفط الروسي وتحوله إلى ساحة قتال فعليّة. في إحدى المرافق تبرز شبكات مضادة للطائرات بدون طيار تغطي صهاريج التخزين، وفي أخرى يتصاعد عمود دخان أسود من منشأة تضررت جراء ضربة ناجحة.

تُعد عائدات قطاع الطاقة مصدر دخل حاسم يغذي آلة الحرب الروسية، وتُشير التقديرات إلى أن صادرات النفط والغاز تمثّل ما يقرب من 20% من الناتج المحلي الإجمالي لموسكو. تُؤكّد الصور الحديثة — التي وثقتها شركة Vantor الاستخباراتية الفضائية الأمريكية وحصلت عليها وسائل إعلامية — كيف تحوّلت الضربات بعيدة المدى الأوكرانية القطاع النفطي إلى هدف استراتيجي لمحاولة شل قدرات الخصم المالية واللوجستية.

تُظهر إحدى اللقطات شبكات مضادة للطائرات بدون طيار تغطي ثلاثة صهاريج في مصفاة كويبيشيفسكي بمنطقة سامارا، وهي وسيلة دفاعية مرتبة لم تُظهر جديداً لكنها تُبرز لجوء السلطات الروسية إلى تدابير مرتجلة لحماية بنيتها التحتية الحيوية. وتُستخدم حلول شبيهة أيضاً لحماية سفن حربية عرضة لهجمات بحرية بطائرات من دون طيار، كما رصدت شبكات تغطّي طرق الإمداد الأمامية ومِدّرات مدرّعة مزوّدة بسياج شبكي لحمايتها من الطائرات المسيرة.

منذ بداية أغسطس، سجّلت حملة الضربات الأوكرانية تصاعداً ملحوظاً؛ وفق كايل غلين، المحقّق في مركزresilience المعلوماتي البريطاني، فقد نُفِّذت نحو 30 هجوماً استهدفت 19 مصفاة روسية. في أواخر أغسطس استهدفت كييف مصفاة كويبيشيفسكي، التي تقع على بعد نحو 500 ميل من الحدود الأوكرانية. وفي 13 أكتوبر طالت ضربة طويلة المدى محطة فيودوسيا النفطية في شبه جزيرة القرم المحتلّة، حيث أصابت الضربات خمسة صهاريج على الأقل وأشعلت حريقاً هائلاً؛ وتُظهِر صور التقطت في 15 أكتوبر عمود دخان أسوداً ضخماً يرتفع من الموقع.

تؤكّد أجهزة الاستخبارات الأوكرانية أن قطاع الوقوود والطاقه يعدُّ جزءاً لا يتجزأ من المجمع الصناعىي-العسكري الروسي، وأن استهداف المنشآت الرئيسية يقيّد قدرات الإنتاج والإمداد لدى المعتدي ويقلّص موارده المالية ويضعف إمكاناته لمواصلة حملة عسكرية مطوّلة. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات المسيرية تسبّبت في نقص في الوقود وتعطيل جزء كبير من طاقة التكرير الروسية. وتَقدِر وكالة الطاقة الدولية أن حملة الضربات العميقة قد تُبقي معدلات تشغيل المصافي منخفضة طوال العام المقبل.

يقرأ  خفض سعر الفائدة يبعث بارقة أمل في سوق الإسكان الكندي المتباطئ | الإسكان

الضربات الأوكرانية نفِّذت في غالبيتها بطائرات مسيرة محلية الصنع، بعد استثمارات كبيرة في تطوير أسلحة بعيدة المدى اعتبرها الرئيس زيلينسكي بمثابة «عقوبات بعيدة المدى على روسيا». بالمقابل، لا تتوانى روسيا عن شن ضربات عميقة تستهدف شبكة الطاقة والبنية التحتية المدنية الأوكرانية، وغالباً ما تتكوّن هجماتها الليلية من مئات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تُرهق الدفاعات الجوية في كييف.

أضف تعليق