الصين تتفوّق على الولايات المتحدة وتصبح أكبر شريك تجاري لألمانيا — أخبار التجارة الدولية

يرى اقتصاديون أن حملة التعريفات الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت سبباً محورياً في تقلُّص حجم التبادل التجاري بين المانيا والولايات المتحدة، التي كانت شريكها التجاري الأبرز في العام الماضي.

نُشر في 22 أكتوبر 2025

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

أظهرت بيانات أولية صادرة عن مكتب الإحصاء الألماني أن الصين تصدرت قائمة الشركاء التجاريين لألمانيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025، متجاوزةً الولايات المتحدة.

وأفادت البيانات أن مجمل الصادرات والواردات بين ألمانيا والصين بلغ 190.7 مليار دولار (ما يعادل نحو 163.4 مليار يورو) من يناير الى أغسطس، بينما سجّل حجم التجارة مع الولايات المتحدة نحو 189 مليار دولار (حوالي 162.8 مليار يورو)، وفق حسابات رويترز.

كانت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لألمانيا في عام 2024، منهيةً بذلك امتداداً استمر ثمانية أعوام لصعود الصين. وقد سعت الحكومة الألمانية إلى تقليص اعتمادها على الصين بدعوى وجود خلافات سياسية واتهامات بممارسات تجارية غير عادلة من بكين.

إلا أن ديناميكيات التجارة تغيّرت مجدداً هذا العام مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض وإطلاقه حملة تعريفات جمركية متجددة، ما أثر سلباً على الصادرات الألمانية إلى السوق الأمريكية.

فقد انخفضت الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 7.4% في الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنةً بعام 2024، وفي أغسطس وحده تراجع الصادر إلى الولايات المتحدة بنسبة 23.5% على أساس سنوي، ما يشير إلى تسارع المنحى التنازلي.

وقال ديرك ياندورا، رئيس جمعية التجارة الخارجية BGA: “لا ريب أن سياسة التعريفات والتجارة الأمريكية تشكل سبباً رئيسياً في تراجع المبيعات”. وأضاف أن الطلب الأمريكي على السلع الألمانية التقليدية المصدرة مثل السيارات والآلات والكيماويات قد تراجع.

ومع استمرار تهديدات التعريفات وارتفاع قيمة اليورو، يرى كارستن بريزسكي، رئيس قسم الماكرو العالمي في مؤسسة ING، أن انتعاش الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة غير مرجح في المدى القريب.

يقرأ  دعم الانتقال الوظيفي من خلال التعلم والتطوير المهني

من ناحية أخرى، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بوتيرة أشد، مسجلةً هبوطاً نسبته 13.5% على أساس سنوي لتصل إلى 63.5 مليار دولار (ما يعادل نحو 54.7 مليار يورو) في الأشهر الثمانية الأولى من 2025، بينما ارتفعت الواردات من الصين بنسبة 8.3% إلى 126.4 مليار دولار (حوالي 108.8 مليار يورو).

وقال بريزسكي: “الازدهار المستجد في الواردات من الصين يثير القلق — خصوصاً أن البيانات تشير إلى أن هذه الواردات تأتي بأسعار تدنيّية.” وحذّر من أن هذا الاتجاه لا يزيد الاعتماد الألماني على الصين فحسب، بل قد يفاقم الضغوط على صناعات رئيسية أصبحت الصين فيها منافساً قوياً.

وعلق سالومون فيدلر، الاقتصادي في بنك بيرنبرغ، قائلاً إن “غياب الدينامية الاقتصادية داخلياً قد يجعل بعض الأطراف في ألمانيا أقل ارتياحاً لأي تحولات في أسواق العالم.”

أضف تعليق