خبير يحذر: حماس قد تستخدم الرهائن كدروع بشرية لإحباط اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة

بينما تصعّد مصر وقطر ضغوطهما على حماس في محادثات إطلاق سراح الرهائن، يرى المقدم احتياط ألعون إفيتار أن الحركة لا تزال جامدة الموقف، وتوظف تهديدات نقل الرهائن إلى مدينة غزة كوسيلة لردع وتجميد عمل الجيش الإسرائيلي في قلب المدينة.

أوضح إفيتار، الخبير في الشؤون الفلسطينية، في مقابلة مع محطة 103FM أن خطة حماس المعلنة لنقل الرهائن إلى داخل المدينة لا تبدو مجرد مناورة بل تهديدًا حقيقيًا قد يعيق أي عملية عسكرية واسعة داخل الأحياء والممرّات تحت الأرض. وشرح أن «تركيز، إن لم يكن كل، فمعظم الرهائن داخل المدينة وفي الأنفاق، واستخدامهم كدروع بشرية ضد اقتحام للجيش، يشكّل رادعًا ذا ثقل كبير لإسرائيل».

وأضاف أن حتى لو لم تكن لدى حماس نية فعلية لتنفيذ التهديد، فإن مجرد رفعه يضع إسرائيل أمام معضلة عسيرة تستغلها الحركة لتفادي دخول عسكري واسع النطاق إلى المدينة.

وقال إفيتار إن القاهرة تمارس ضغوطًا متصاعدة على الحركة في ضوء نوايا الجيش الإسرائيلي المعلنة للعمل بقوة أكبر في المدينة. «شهدنا هذا الأسبوع تصعيدا في المواقف المصرية؛ فالقاهرة تستضيف عناصر من حماس وتجري محادثات معهم. عندما يبدأ الجانب المصري بالشعور بالانزعاج على افتراض نية الجيش في دخول غزة، فهذا مؤشر دالّ.»

ومن منظور مصر، الخشية لا تقتصر على تصعيد القتال بل تمتد إلى مخاطر نزوح جماعي: «السيناريو الذي يثير قلق القاهرة هو الحديث الإسرائيلي عن نزوح مليون فلسطيني من مدينة غزة إلى الجنوب، وهذا الجنوب قد يعني دخولهم إلى داخل الأرض المصرية — بالنسبة إليهم ذلك يمثل خطًا أحمر.»

في المقابل، قال إفيتار إن كل وسيط يمتلك أوراق ضغط مختلفة؛ فموقف مصر أكثر مباشرة وفعالية لأن قطاع غزة يشكل خلفية جغرافية لمصر ومنفذًا إلى سيناء، ولأن معبر رفح يربط بين الطرفين، ولأن حماس تحتفظ بروابط مع الإخوان في مصر. أما قطر فدورها الخارجي يقوم أكثر على أدوات مالية وتأثيرات دبلوماسية متقلبة.

يقرأ  خبير حقوق الركاب يحذّر: إذا ألغت «إير كندا» رحلتك فلا تقبل استرداد المبلغ — إليك ما يجب فعله

وعن الاحتجاجات الوطنية التي شهدتها إسرائيل يوم الأحد بمبادرة عائلات الرهائن — من إغلاق طرقات ولقاءات تأبينية ومطالب بإحياء مفاوضات جديدة — لفت إفيتار إلى أن حماس تتابع هذه التحركات عن كثب ليس باعتبارها علامة ضعف، بل كعامل ضغط محتمل على قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «بالنسبة إليهم، تكمن العدسة في اختبار مدى تأثير الاحتجاجات على القيادة الإسرائيلية وإمكانية استغلال ذلك كورقة ضغط في المفاوضات.»

ورفض إفيتار أن تعتبر الاحتجاجات سببًا لتغيّر جذري في شروط حماس، موضحًا أن مطالب الحركة لا تزال ثابتة منذ زمن وأنه لا يرى ميرًا دراماتيكيًا في مواقفها نتيجة التظاهرات. «قد يُظهرون بعض المرونة التكتيكية في قضايا ثانوية، لكن في الجوهر لا أرى تحوّلًا في الموقف حتى الآن.»

وتستمر التحضيرات لمواصلة المفاوضات في القاهرة هذا الأسبوع بمشاركة مبعوثين من قطر، في محاولة من كل من القاهرة والدوحة لزيادة الضغوط على حماس من أجل تنازلات بشأن إطلاق سراح الرهائن، مع تزايد الضغوط السياسية والشعبية داخل إسرائيل.

أضف تعليق