مديرة متحف اللوفر تعترف بـ«فشل أمني فادح» وتعرض استقالتها
قالت لورانس دي كار أمام مجلس الشيوخ الفرنسي إن السطو الذي استهدف مقتنيات المتحف كشف عن نقص في كاميرات المراقبة وثغرات أمنية أخرى. وأكدت أن خطأً فادحاً في منظومة الأمن أدى إلى سرقة الجوهر الثمينة نهار السبت الماضي، وأنها عرضت استقالتها على وزيرة الثقافة راشيدا داتي لكن الأخيرة رفضت قبولها.
وأوضحت دي كار أمام الساسة أنها لم تبلّغ عن وصول اللصوص في الوقت المناسب، قائلة: «نعيش اليوم فشلاً كبيراً في اللوفر وأنا أتحمل جزءاً من المسؤولية». وذكرت أن السرقة فضحت قلة عدد الكاميرات خارج الصرح ووجود «نقاط ضعف» أخرى في منظومة الحماية.
وأفادت بأن منظومة الإنذار كانت تعمل أثناء الحادث، لكن عدداً من كاميرات المتحف «شيخٌة» ومتقادمة، والكاميرا الأقرب إلى نقطة دخول اللصوص كانت موجهة غرباً وبالتالي لم تغطِ الشرفة التي جرت منها عملية الاقتحام. وأضافت أنها ستدفع نحو إنشاء مركز شرطة داخل المتحف، واقترحت أيضاً إقامة حواجز تمنع توقف السيارات مباشرة بجانب المباني.
أُعيد افتتاح اللوفر — الذي يستقبل نحو 30 ألف زائر يومياً — يوم الأربعاء، واصطف السياح للدخول للمرة الأولى منذ السرقة الجريئة التي هزت العالم. استعمل أربعة رجال شاحنة مزوّدة بسلم قابل للتمديد للوصول إلى نافذة شرفة، ودخلوا قاعة غاليري أبولون بعد دقائق من افتتاح المتحف عند الساعة 9:30 صباحاً يوم الأحد.
شرع اللصوص في وضع أعمدة مرورية مؤقتة في الشارع لتوهم المارة بأنهم يؤدون أعمال صيانة، حسب شرح دي كار. ولم يمضِ أكثر من أربع دقائق داخل المتحف قبل أن يغادروا حامِلين ثماني قطع تعود لحقبة نابليون، وفرّوا على دراجات نارية عبر وسط باريس. وبعد مرور ثلاثة أيام لا تزال المجوهرات مفقودة والمشتبه بهم طلقاء.
من بين المسروقات عقد من الزمرد والماس أهداه نابليون زوجته الثانية الإمبراطورة ماري-لويز، وتاج صغير (دياديم) كان ملكاً للإمبراطورة يوجيني زوجة نابليون الثالث، مرصع بنحو ألفي ماسة. كما أسقط الجناة التاج الإمبراطوري المرصع بالزمرد — المكدّس بأكثر من 1300 ماسة — أثناء فرارهم، وعُثر عليه لاحقاً خارج المتحف متضرراً لكنه قابل للإصلاح.
ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسرقة واعتبرها «اعتداءً على تراث نعتز به». ولم تكن أي من القطع المؤمّنة تأميناً خاصاً، ولن يحصل اللوفر على تعويض إذا لم تُستعاد، إذ إن تأمين مثل هذه التحف الثمينة سيكلف مبالغ طائلة سنوياً.
وقد كرر موظفو اللوفر تحذيراتهم من قلة الكوادر والاكتظاظ، ما ترك عيوناً قليلة تراقب غرفاً كثيرة، وسبق أن نظّم بعضهم إضراباً احتجاجياً في يونيو. وفي يناير أعلن ماكرون خطة تجديد واسعة للمتحف تتضمن تحديثات أمنية، بعد أن اشتكت دي كار من حالة الإهمال التي يعانيها المتحفى.