حزب شاس ينسحب من مناصبه في الائتلاف ويطالب بتنظيم قانون تجنيد الحريديم

أعلنت حركة شاس أنها ستتخلى عن جميع المناصب التي تشغلها ضمن الكتلة الحكومية في الكنيست، متخليةً خصوصاً عن رئاسة اللجنه البرلمانية احتجاجاً على فشل الحكومة في تمرير قانون ينظّم قضية التجنيد لطلاب اليشيفوت. ومع ذلك أكدت الحركة أنها لن تخرج من الائتلاف ولن تسعى لإسقاط الحكومة.

وقالت الحركة إن قرارها يأتي «بناءً على توجيه مجلس علماء الشريعة… الذي اشترط على الحكومة طرح قانون تنظيم وضع طلاب اليشيفا على التصويت في موعد أقصاه افتتاح الدورة الشتوية للكنيست — وهو ما لم يتحقق للأسف»؛ ولذلك تعلن شاس انسحابها من وظائفها التحفظية داخل الكنيست.

شملت الاستقالات عدداً من المواقع الرئيسية: النائب يوسي طايب قدّم استقالته من رئاسة لجنة التربية، والنائب يوني مشريقي قدّم استقالته من رئاسة لجنة الصحة إلى رئيس الكنيست عامير أوهانا، كما استقال ميخائيل مالخيلي من رئاسة لجنة تقليل الفجوات في النقب والمناطق الطرفية.

وجددت شاس وعدها بالدفاع عن طلاب اليشيفا، ووصفتهم بأنهم «سر الوجود الروحي والتاريخي للشعب اليهودي». وأضافت في بيان أنها ستواصل «قيادة النضال ضد الحملة السياسية القاسية والاضطهادية التي تُشنّ ضد طلاب اليشيفا المقدسة، الذين ينسحبون للتأمل في التوراة ليل نهار من أجل الشعب اليهودي بأسره ومن أجل نجاح الجنود».

وقالت الحركة كذلك: «عندما تُنظّم مكانة طلاب اليشيفا سنعود إلى مناصبنا في الحكومة والكنيست. وحتى ذلك الحين ستعمل شاس بتنسيق كامل مع الفصائل الحريدية وستستمر في التشاور مع مجلس علماء الشريعة بشأن مواقفها في التصويتات داخل الهيئة العامة للكنيست».

تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من انسحاب حزب يسرائيل بيتينو — لا، بعد انسحاب تحالف «يهدوت هتوراة» (الكتلة الحريدية) من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجاً على مشروع قانون التجنيد الذي يفرض عقوبات صارمة على المتخلفين عن الخدمة. وشاس كانت قد تنحّت عن مناصبها الوزارية في يوليو، لكنها احتفظت برئاسات اللجان البرلمانية، وهي مواقع ذات تأثير برلماني مهم.

يقرأ  نيبال تعيّن أول رئيسة وزراء بعد اضطرابات دامية

كما جاء القرار بعدما أعلن النائب بواعز بيسموث رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع أن كل النقاشات المتعلقة بمشروع القانون المبرمجة لهذا الأسبوع أُلغيت، مبرراً ذلك بالحاجة إلى مزيد من الوقت لصياغة الرأي القانوني النهائي وبأنه تنسيق مع رئيس الحكومة نتنياهو.

بدأ الجيش بالتحضير لتجنيد طلاب اليشيفا بعدما حكمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية في 2024 بعدم شرعية الإعفاءات الواسعة الممنوحة للمجتمع الحريدي. يعيش الرجال الأرثوذكسيون الحريديم في إسرائيل عادةً حالة إعفاء من الخدمة العسكرية إذا كانوا يدرسون بدوام كامل في المعاهد الدينية المعروفة باليشيفوت، وقد كانت هذه القضية مثار خلاف مجتمعي وسياسي طويل، وتزداد حساسيتها في أوقات الحرب.

تعود جذور الإعفاء إلى تسوية الوضع القائم التي اتفق عليها دافيد بن غوريون وكبار الحاخامات عند قيام الدولة، إذ كانت أعداد دارسي اليشيفا آنذاك لا تتجاوز بضع مئات. منذ ذلك الحين نما المجتمع الحريدي نمواً كبيراً؛ فبحسب المكتب المركزي للإحصاء، أفاد في يناير 2023 أن الحريديم هم أسرع جماعة نمواً في إسرائيل ومن المتوقع أن يشكّلوا نحو 16% من السكان بنهاية العقد، كما ذكر معهد الديمقراطية الإسرائيلية أن عدد طلاب اليشيفا تجاوز 138,000 في 2021.

من المقرر ألا تُجرى الانتخابات الوطنية القادمة حتى أكتوبر 2026.

أضف تعليق