مقتل صحفيين أوكرانيين اثنين بقصف طائرةٍ مسيّرة روسية على جبهة دونيتسك الشرقية

قُتلَ صحفيان أوكرانيان وأُصيب آخر بجروح جراء قصفٍ بطائرة مسيّرة روسية في مدينة كراماتورسك شرقي أوكرانيا، وفق ما نقلته وسيلة إعلامية ومحافظ إقليم دونيتسك.

أفادت مؤسسة “فريدوم ميديا” المموَّلة من الدولة يوم الخميس أن أولينا غراموف (43 عاماً) وييفهين كارمازين (33 عاماً) لقيَا حتفَهما إثر استهداف طائرة Lancet روسية لهما أثناء تواجدهما في سيارتهما بمحطة وقود-industrial في المدينة. وأُدخل المصوِّر ألكسندر كوليتشف المستشفى بعد الهجوم.

نشر حاكم إقليم دونيتسك في وقت سابق تفاصيل الضربة وصوَّر بقايا السيارة المحروقة للصحفيين، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

تنحدر غراموف من ييناكيفي في إقليم دونيتسك؛ وقد تلقت تدريبها كـ”أخصائية مالية” قبل أن تتجه إلى الصحافة عام 2014، العام الذي ضمَّت فيه روسيا شبه جزيرة القرم وبدأت تدعم الحراك الانفصالي في دونيتسك ولوهانسك في منطقة الدونباس. أما كارمازين فمولود في كراماتورسك، وانضم إلى القنوات الإذاعية الدولية الأوكرانية كمصوِّر في عام 2021.

قالت صحيفة Kyiv Post على حسابها في منصة X: “منذ اليوم الأول كانوا هناك، يغطّون عمليات الإخلاء، وجرائم الحرب، وقصص الجنود.” ومن تغريدات الصحيفة كذلك أن طائرة Lancet مزقت كراماتورسك وقتلت الصحفية أولينا وهي مصوّر الكاميرا ييفهين كارمازين أثناء توثيقهما الحرب من الخطوط الأمامية.

قبل الحرب كان عدد سكان كراماتورسك قرابة 150 ألف نسمة، وهي إحدى القلائل من المراكز المدنية المتبقّية في إقليم دونيتسك الخاضعة لسيطرة أوكرانيا. وتقع القوات الروسية على بعد نحو 16 كيلومتراً من المدينة، حيث أعلنت السلطات في وقت سابق من الشهر إجلاء الأطفال إجبارياً من أجزاء من المدينة والقرى المحيطة.

أعداد قياسية من الصحفيين قتِلوا في النزاعات

أصبح العمل الصحفي في مناطق الخطوط الأمامية في أوكرانيا أخطر بفعل انتشار طائرات مسيّرة رخيصة لكنها قاتلة تستخدمها قوات روسية وأوكرانية على حدّ سواء. في وقت سابق من أكتوبر قُتل المصور الصحفي الفرنسي أنطوني لاليكان جراء ضربة بطائرة من طراز FPV بالقرب من مدينة دروجكيفكا بإقليم دونيتسك؛ ووصفت القوات الأوكرانية ذلك بأنه “ضربة مستهدفة” من طائرة تتيح للمهاجم رؤية الهدف قبل القذف، وفق الاتحاد الأوروبي للصحفيين.

يقرأ  حريق مميت في مبنى بجنوب أفريقيا المسؤولون: أزمة نقص المساكن الميسورة وراء الحادث

تختلف الأرقام الدقيقة للصحفيين الذين سقطوا منذ بداية الحرب في 2022. تقول لجنة حماية الصحفيين إنّ 17 صحفياً — أوكرانياً ودولياً — قُتلوا حتى الآن؛ وكان من شأن وفاة غراموف وكارمازين أن ترفع هذا العدد إلى 19. وقالت اليونسكو في وقت سابق من هذا الشهر إن 23 على الأقل من العاملين في الإعلام قتلوا على جانبي خطوط الجبهة، من بينهم ثلاثة صحفيين من وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة في مارس. وفي منتصف أكتوبر قُتل مراسل الحرب الروسي إيفان زوييف بضربة طائرة أوكرانية في منطقة زابوروجيا، وفق وكالة الأنباء الرسمية الروسية RIA.

شهدت السنوات الأخيرة أعداداً قياسية من الصحفيين الذين سقطوا في النزاعات، وسرّعت الوفيات في غزة هذه النسبة بشكل غير متناسب، حيث استهدفت قوات إسرائيل عمداً عمال الإعلام بمن فيهم أنس الشريف ومحمد سلامة من قناة الجزيرة، ومصور رويترز حسام المصري، ومريم أبو دقّة مراسلة حرة تعمل لصالح وكالة الأسوشيتد برس.

تختلف التقارير بشأن الوفايات منذ بداية حرب غزة العامين الماضيين؛ أفادت الأمم المتحدة بأن 242 صحفياً قُتلوا حتى أغسطس من هذا العام، بينما سجلت منصة Shireen.ps، المسماة تذكيراً بالصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، أكثر من 270 قتيلاً من العاملين في الإعلام خلال الفترة نفسها. مهما اختلفت الأرقام، فإن عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم في غزة أعلى من مجموع الضحايا في الحرب الأهلية الأميركية والحربين العالميتين وحرب كوريا وحرب فيتنام وحروب يوغوسلافيا السابقة والحرب في أفغانستان بعد 2001 مجتمعةً، وفق مشروع “تكاليف الحرب” بجامعة براون.

أضف تعليق