رئيس ليتوانيا: طائرات روسية انتهكت المجال الجوي للبلاد

تعدٍ جوي على ليتوانيا يثير مخاوف من اختبار روسيا لردود فعل الناتو

اقتحمت طائرتان عسكريتان روسيتان المجال الجوي الليتواني لفترة وجيزة في ما بدا استفزازاً جديداً من موسكو، وذلك بينما كان قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون سبل تعزيز قدراتهم الدفاعية على خلفية مخاوف متزايدة من احتمال امتداد الحرب في أوكرانيا إلى دولهم.

أعلنت القوات المسلحة الليتوانية في بيان أن الطائرتين — سوخوي-30 وصهريج التزود بالوقود إيل-78 — قد تكونان أجرتا تدريبات للتزود بالوقود في الإقليم الروسي المعزول كاليننغراد، حين دخلتا مسافة نحو 700 متراً إلى المجال الجوي الليتواني عند الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ) يوم الخميس.

وصف الرئيس جيتاناس نايوسيدا الحادث بـ«انتهاك صارخ للقانون الدولي وللوحدة الإقليمية لليتوانيا»، وأعلن عبر حسابه على منصة إكس أن بلاده ستستدعي ممثلي السفارة الروسية للاحتجاج على هذا السلوك المتهور والخطير.

استدعت الحادثة رداً سريعاً من قوات حلف شمال الأطلسي؛ فقد أقلعت بطاريتا مقاتلتين إسبانيتين من طراز يوروفايتر تايفون التابعتين لعمليات مراقبة المجال الجوي في دول البلطيق للتصدي والمراقبة.

من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية وقوع أي تعدٍ، مؤكدة أن الرحلات جرت «بما يتوافق تماماً مع القواعد»، وأن المسارات لم تنحرف ولم تُخترق حدود أي دول أخرى.

وقع الحادث بعد قمة بروكسل التي شارك فيها نايوسيدا وقادة آخرون للاتحاد الأوروبي، حيث أقرّ القادة خطة تحمل اسم «الجاهزية 2030» لضمان قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها في وجه هجوم خارجي بنهاية العقد الجاري.

يأتي هذا التعدّي في سياق سلسلة حوادث غامضة لطائرات مسيّرة وانتهاكات للمجال الجوي من قبل مقاتلات روسية خلال الأسابيع الماضية، ما زاد من القلق من أن الرئيس الروسي قد يختبر ردود فعل الناتو الدفاعية. ففي 19 سبتمبر انتهكت ثلاث طائرات حربية روسية المجال الجوي الإستوني لمدّة 12 دقيقة في ما وصفته تالينا بأنه «تعدٍ غير مسبوق ووقح». وفي واقعة سابقة تسقط بنظام الأيام، أسقطت مقاتلات حلف شمال الأطلسي 20 طائرة مسيّرة روسية اخترقت المجال الجوي البولندي، وهي المرة الأولى التي تتصدى فيها دولة عضو للحلف مباشرةً لقوات روسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

يقرأ  واشنطن تستعد لإعلان عقوبات روسية جوهرية

أعرب قادة دول البلطيق، وعلى رأسهم رئيس وزراء إستونيا ووزيرة خارجية لاتفيا، عن تضامنهم الكامل مع ليتوانيا. واعتبر وزير الدفاع البولندي وواديسواف كوسينيك-كاميش أن الحادث يبرهن أن «روسيا لا تهدأ ولا تتراجع»، داعياً إلى مزيد من اليقظة.

وفي قمة الخميس أقرت بروكسل مجموعة عقوبات كبيرة على روسيا لردعها عن مواصلة الحرب في أوكرانيا، لكنها امتنعّت عن الموافقة على استخدام الأصول الروسية المجمدة لمنح كييف قرضاً ضخماً، بعد تهديد روسي بـ«رد مؤلم» في حال المصادرة.

أضف تعليق