معرض آرت بازل يمنح سرًا خصومات لبعض الصالات الفنية الناشئة

في موسم تبدو فيه روح العطاء شحيحة، بادرت “آرت بازل” بهدوء إلى تقديم مبادرة تشبه الإحسان المؤسسي.

أخبر عدد من العارضين، بعضهم يشارك للمرة الأولى والبعض للمرة الثانية في دورة “آرت بازل باريس”، أن المعرض عرض تخفيضات على رسوم الأجنحة للمشاركين الجدد: خصم بنسبة 20% للعارضين الجدد و10% للعارضين للعام الثاني. وصلت الإخطارات إلى المعارض عبر رسالة إلكترونية أُرسلت بعد عطلة عيد العمال مباشرةً.

وقد أكّد عدد من التجار استلامهم الرسالة، وعلى الرغم من غموض نقطة البداية الدقيقة لهذه السياسة، أفاد صاحب صالة عرض في نيويورك أن هذه الممارسة موجودة منذ دورة “آرت بازل ميامي بيتش” عام 2021. وأكد فينتشنزو دي بيليس، المسؤول الفني الأول والمدير العالمي للمعرض، وجود برنامج مماثل.

وقال دي بيليس في رسالة إلى ARTnews إن نموذج “الترقية” يقدم رسوما مخفضة للصالات التي تشارك في القطاعات الرئيسية للمعرض للمرة الأولى أو الثانية. وأضاف أنه إجراء مهم يشجع العارضين الجدد ويدعمهم في ترسيخ حضورهم داخل شبكة “آرت بازل” العالمية.

كما أشار إلى أن سياسة العام 2026 ستشهد تعزيزًا لهذه المبادرة بزيادة استثنائية قدرها 5% على كل مستوى، ما يرفع الخصم إلى 25% للعام الأول و15% للعام الثاني، في إطار التزام طويل الأمد ببناء نظام بيئي صحي وديناميكي يسمح لصوتٍ جديد أن يزدهر إلى جانب اللاعبين الأقدم.

لم يتضح فورًا ما إذا كانت هذه العروض ستقتصر على دورة باريس أم ستمتد أيضاً إلى دورات “آرت بازل” الأخرى في سويسرا وهونغ كونغ وميامي بيتش، مع إطلاق نسخة جديدة متوقعة في قطر العام المقبل.

تأتي هذه التخفيضات في لحظة نادرة من “الرحمة المالية” داخل منظومة معارض تُظهر علامات إجهاد. أظهر تقرير صادر عن شركة First Thursday الاستشارية في لندن أن 46% من المعارض التي شملها الاستطلاع تنفق نحو 40 ألف دولار لحضور معرض واحد، فيما أن ثمة واحدًا من كل خمسة ينفق ما بين 66 ألفًا و133 ألف دولار. وليس مستغربًا أن أكثر من 80% أشاروا إلى تكاليف المشاركة باعتبارها المشكلة الأكبر. كما لخص أحد تجار المعارض ما رأته الغالبية بقوله: “النموذج يبدو غير مستدام في الوقت الراهن.”

يقرأ  رجل يلقى حتفه بعد سحقه تحت سيارة بي إم دبليو الفنية المرسومة لآندي وارهول إثر فشل الونش في واشنطن

ان سوق الفن العالمي شهد تراجعًا قدره 12% العام الماضي ليصل إلى 57.5 مليار دولار، وفق تقرير “آرت بازل وUBS” لسوق الفن العالمي الصادر في أبريل، مسجلاً العام الثاني على التوالي من الانكماش وبأبطأ وتيرة نمو منذ الجائحة. وفي ظل هذا المناخ تظل المعارض ضرورية لكنها مكلفة، إذ يواجه التجار ضغوطًا متزايدة من ارتفاع تكاليف الشحن، وتباطؤ الشراء، وإعادة فرض تعريفات جمركية جديدة.

قد تُقرأ مبادرة التخفيض على أنها محاولة ذات مصلحة ذاتية للحفاظ على تدفق العارضين الجدد عبر قنوات المعرض، لكنها في الوقت نفسه تعكس إدراكًا لهشاشة ذلك التدفق. في عالمٍ يستطيع فيه أبسط فعل أن يكتسب طابعًا ثوريًا، قد تُفسر خصم بمقدار 20% على رسوم الجناح على أنه تعبيرٌ جذري عن التعاطف.

أضف تعليق