أعلنت حزب العمال الكردستاني (PKK) أنه بدأ سحب كامل قواته من أراضي تركيا إلى شمال العراق، في خطوة جاءت ضمن عملية سلام تهدف إلى إنهاء نزاع مسلح استمر قرابة أربعة عقود وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف. هذا الإعلان رُفع في بيان تلا خلال احتفال رمزي أقيم في منطقة قنديل بشمال العراق، وحضره مراسل لوكالة فرانس برس.
في مايو الماضي أعلن الحزب رسميًا تخليه عن سلاحه بعد 40 عامًا من الكفاح المسلح، وفي يوليو أقام مراسم رمزية دمر خلالها دفعة أولى من الأسلحة كجزء من عملية نزع السلاح التي امتدت على مدار أشهر. ونشرت القيادة صورة تضم 25 مقاتلاً بينهم ثماني نساء وصلوا بالفعل من داخل تركيا إلى القنديل.
وقال البيان إن الحزب «ينفذ سحب جميع قواته داخل تركيا»، مشددًا على ضرورة أن تتخذ السلطات التركية الخطوات القانونية والسياسية اللازمة لاستكمال المسار، لا سيما ما يتعلق بقوانين الحرية والإدماج الديمقراطي التي تتيح المشاركة في العملية السياسية دون تأخير. وأضاف أن الانتقال من الكفاح المسلح إلى النضال الديمقراطي يمثل تنفيذًا لنداء تاريخي أطلقه زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.
تجدر الإشارة إلى أن انقرة قد بادر قبل عام بخطوة مفاجئة عبر مدّ «غصن الزيتون» إلى أوجلان، ما فتح الباب أمام هذه المسارات التفاوضية، ورحّب الجانب التركي بمراسم يوليو واصفًا إياها بـ«نقطة تحوّل لا رجعة فيها». وقال الرئيس اردوغان آنذاك: «اليوم يوم جديد؛ صفحة جديدة فتحت في التاريخ. أبواب تركيا العظيمة والقوية انفتحت على مصراعيها».
قد يكون إنهاء النزاع بين أنقرة والحزب له تداعيات إقليمية أوسع، لا سيما في سوريا المجاورة حيث ترتبط واشنطن بقوات كردية تعتبرها أنقرة امتدادًا لـPKK، وهو ما قد يعيد تشكيل موازين النفوذ والتحالفات في المنطقة.