دليلك الشامل لزيارة القاهرة

القاهرة، مدينة تسهر على السكر والكافيين: نابضة بالحياة ليلًا سواء في قلبها العتيق أو في ضواحي «القاهرة الجديدة» الراقية. هذه المدينة متعددة الطبقات التاريخية، وأكبر عوامل جذبها هي الأقدم: نهر النيل واهرامات الجيزة التي تقف شامخة فوق هذه المتروبول الصاخب منذ آلاف السنين. وتتوفر الآن مخزون واسع من الروايات التاريخية في مجموعة متاحف تقودها تحفة المعروضات الحديثة: المتحف المصري الكبير. هذا الدليل العملي يساعدك على تخطيط رحلة إلى القاهرة لرؤية هذا المتحف المنتظر.

أوقات الزيارة المفضلة
– الربيع: أيام دافئة تصل إلى حوالى 27–30°م، وليالي مثالية للعشاء تحت النجوم. مطعم «ماماى» في قصر من القرن الخامس عشر يقدم مشاوي عربية تقليدية وكباب وكفتة مع عروض موسيقى مصرية واحتفالات الدراويش.
– الصيف: يغادر الكثير من أهل القاهرة إلى الساحل الشمالي لقضاء الصيف الطويل الحار؛ وهو موسم هادئ للزوار إذ تتصاعد درجات الحرارة إلى نحو 40–43°م. الملاذ الجيد هو متحف الحضارات المصري الذي يضم مومياواتٍ ذهبية ومجموعات فريدة.
– الخريف: «من أكتوبر يصبح الجو معتدلاً، والنيل يكون في أهدأ حالاته، وتبرز المواقع القديمة بجمالها الأزلي في ضوءٍ مثالي» كما يقول عالم المصريات أحمد عزيز. حضّر سلة نزهة واصعد فلوكة تقليدية عند الغروب لتشاهد جزر النيل ومساحات زراعية متبقية من سطح المركب.
– الشتاء: موسم الذروة السياحي ووقت مناسب لزيارة أهرام ما قبل الجيزة في سقارة ودهشور قرب القاهرة. «دهشور من الأماكن القليلة التي لا تزال تسمح لك بشم عبير العبقرية الهندسية المصرية القديمة بعيداً عن الحشود»، يقول أحمد عزيز. دخول الممر الضيق للهرم الأحمر تجربة لا تُنسى؛ إنها مصر في أنقى صورها.

مناطق رئيسية للاستكشاف
– أهرام الجيزة والمتحف المصري الكبير: الأهرامات تجذب السياح منذ أن تغنى بها المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد. اليوم تضيف المنطقة مطاعم أنيقة وخدمة حافلات كهربائية دائرية، والمتحف المصري الكبير الذي يرتبط بالمقابر عبر ممشى مرتفع يشكّل مجموعة منتقاة من القطع التي لا تُقدّر بثمن.
– شارع المعز وخان الخليلي: شارع المعز شريان القاهرة الوسطى العتيق المبني عام 969م، يزخر بالقصور والمساجد والمدارس ومقاهي الشيشة وورش الحرفيين. زور المواقع التاريخية نهاراً ثم تمتع بالإضاءة المسرحية عند الغروب. مجاورٌ له سوق خان الخليلي الشهير الذي يتداول السجاد والمصابيح والمجوهرات منذ ستة قرون.
– القاهرة القديمة (القاهرة القبطية): تتشابك في هذا الحي أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية واليهودية؛ أزقة ضيقة تؤدي إلى الكنيسة المعلقة من القرن الخامس، وكنيس بن عزرا من القرن التاسع، وكنيسة القديسين سرجيوس وباخوس من القرن الرابع المبنية فوق الكهف الذي يُقال إن العائلة المقدسة لجأت إليه أثناء هروبها إلى مصر—وكلها مشروحة في المتحف القبطي.

يقرأ  بيستوريوس الألماني يشارك في محادثات رفيعة المستوى في وارسو تمهيداً لزيارة ليتوانيا

الإقامة
– فندق ماريوت مينا هاوس: أقدم نزل صيد تحول إلى فندق تاريخي تبعد بواباته حوالي عشر دقائق سيراً عن المداخل، وغرفه تطل بإطلالات بانورامية على الأهرامات.
– نايل ريتز كارلتون: يقع على النيل ويطل على المتحف المصري القديم، مناسب لاستكشاف عمارة وسط البلد في القرن التاسع عشر سيراً على الأقدام، وبار السطح «نوكس» من أفضل المواقع لمشاهدة غروب الشمس على النيل.

مذاق القاهرة
المطبخ المصري: «يطغى المطبخ المصري غالباً تحت مظلة المأكولات الشرق أوسطية، لكنه يضم أطباقاً مميزة تعود لحقب استعمارية وسنوات طويلة من التأثيرات»، تقول ليلى حساب الله من شركات جولات الطعام. جرب الطعمية (فلافل مصرية)، الكشري (الطبق الوطني)، والفطير المشلتت الذي يعود تاريخه إلى عصور قديمة.
– مطاعم ومقاهي مميزة: مطعم خُفوْفْ (Khufu’s) يطل على هرم خُفُو ويُعدّ من أبرز المطاعم في المنطقة؛ احجز لوجبة إفطار طويلة. تلمح أيضاً الفطائر تخرج من أفران «ناين بيراميدز لونج» داخل المنطقة التذاكرية للأهرامات.
– الفول والطعمية: في الصباح الباكر تقدم عربات الشوارع الفول المدمس بالطعم التقليدي والطعمية المقرمشة—تجربة أساسية يمكن تذوقها في فروع «زووبا» بالقرب من المتحف الكبير.
– الكشري: أرخص وأحب الأطباق لدى المصريين، مزيج من الأرز والعدس والحمص مع صلصة طماطم غنية، يُقدم طوال اليوم؛ ومطعم «كشري أبو طارق» تاريخي في وسط المدينة.
– الملوخية: جرّب الملوخية بالثوم فوق الأرز والحمام المحشي بالأرز المنكه بالنعناع في مطاعم تقليدية مثل «فلفلة».

التنقّل
– بالطائرة: مطار القاهرة هو المطار الرئيسي (40 دقيقة إلى ساعة إلى وسط المدينة). بعض شركات الطيران منخفضة التكلفة تخدم مطار سفنكس الدولي الجديد.
– بالحافلة: أجرة الحافلات زهيدة لكنها غالباً ما تكون مزدحمة وغير مكيفة، والسائقون نادراً ما يتكلمون الإنجليزية.
– التاكسي وخدمات الركوب: تطبيقات مثل أوبر وكريم تعمل بسلاسة في القاهرة وتوفر أجرة ثابتة، فتغنيك عن تكتيك عدادات «العشوائية».
– بالدراجة: نادراً ما ترى راكبي الدراجات بين سكان القاهرة—أكثرهم شباب يحملون صوانٍ من الخبز على رؤوسهم.
– بالقطار: محطة رمسيس مركز الانطلاق إلى رحلات طويلة إلى الأقصر وأسوان والإسكندرية.

يقرأ  إغلاق سفارة المملكة المتحدة في القاهرة وسط توتر عقب اعتقال ناشط مصري

معلومات مهمة قبل السفر
– حقوق LGBTQ+: الزواج والعلاقات المثلية غير قانونية؛ مشاركة شخصين من نفس الجنس في غرفة أمر شائع لكن العلاقات العلنية أو إظهار المودة الفاضح غير مقبول.
– المشروبات الكحولية: تُنتج مصر بيرةً ونبيذاً محليين، وتتوفر المشروبات في بعض الحانات والمطاعم والمتاجر؛ تجنّب المشروبات المقلدة لأنها قد تكون ملوّثة وخطيرة.
– قواعد اللباس: القاهرة متساهلة نسبيًا مع زيّ السياح، لكن يُقدَّر التزام اللباس المحتشم (أسفل الركبة)، وعند زيارة المواقع الدينية يُطلب من النساء تغطية الشعر.

زيارة مستدامة
– التسوق: احرص على حمل حقيبة قماشية قابلة لإعادة الاستخدام بدل الأكياس البلاستيكية المتكررة.
– الشرب: زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد ملوِّثة؛ فكر في إحضار زجاجة قابلة لإعادة التعبئة وملؤها في الفندق.
– التسوق الأخلاقي والبيئي: «التسوق الأخلاقي احترام للحرفيين ووقتهم وحرفتهم»، تقول خديجة مفيد من مؤسسة فيرتريد إيجبْت التي تعمل مع نساء من مجتمعات مهمشة، وتقدّم أسعاراً عادلة وتجربة خالية من المزايدة، وتساهم في الحفاظ على الحرف الثقافية المهددة بالاندثار.

ملاحظة أخيرة
المتحف المصري الكبير يضم أكثر من مئة ألف قطعة تمتد عبر آلاف السنين من تاريخ مصر، بما في ذلك مجموعة توت عنخ آمون الكاملة—زيارة لا بد منها لكل من يرغب في اقتفاء آثار العاصمة المصرية العريقة.

Belinda Jackson هي صحفية سفر أسترالية ومقدمة بودكاست تتخصص في استكشاف الثقافة والتقاليد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى.

أضف تعليق