تعتمد مدارس ريفية كثيرة على معلمين دوليين وتغييرات ترامب في التأشيرات تهدد استمرار هذا الاعتماد

الأمور على وشك أن تزداد صعوبة — بالنسبة للمنطقة التعليمية وللمعلّمين مثل توميمبانغ.

أعلنت إدارة الرئيس ترامب الشهر الماضي عن خطة تُلزم أصحاب العمل بدفع رسم قدره 100,000 دولار مقابل كل تأشيرة H‑1B جديدة. في عرضه، استهدف ترامب تحديداً الوظائف التقنية العالية الأجر التي قال إنها باتت تُشغَّل بنسب كبيرة من العمالة الأجنبية.

ورغم أن ذلك يوجّه الحديث عادة إلى سوق التكنولوجيا، فإن الأثر على المدارس والمعلّمين قد يكون بالغاً. وفقاً لبيانات وزاىر الأمن الداخلي، هناك أكثر من 20,000 من العاملين في مجال التعليم يشتغلون في البلاد بتأشيرات H‑1B — لتصبح مهنة التعليم ثالث أكبر مجموعة مهنية مستفيدة من البرنامج.

«ما عندي أي معلّم في منطقتي يتقاضى 100,000 دولار في السنة»، يقول نوفاسيو. وللمقاطعات التعليمية، «أن تضيف هذا الرسم فوق الراتب سيقضي فعلياً على إمكانية استخدام H‑1B في التعليم».

هذا التغيير يضرب استراتيجية بعض المناطق طويلة الأمد للحفاظ على المعلمين في الصفوف. كثير من معلمي مقاطعة هاردين الحالية يعملون بتأشيرات تبادل ثقافي من نوع J‑1؛ يُطلب منهم العودة إلى بلدانهم كل بضع سنين والبقاء هناك لمدة سنة على الأقل. عندما يحدث ذلك، يجد نوفاسيو صعوبة في شغل تلك الشواغر. كان هدفه نقل عدد كبير من معلميها الحاليين إلى نظام H‑1B ليتمكنوا من البقاء ثلاث إلى ست سنوات مع إمكانيات التمديد؛ أما الآن فبات ذلك الخيار غير قابل للتحقق من الناحية المالية.

ولزيادة حالة الاضطراب وعدم اليقين، أوقفت البيت الأبيض في وقت سابق هذا العام مؤقتاً المقابلات لمقدِّمي طلبات تأشيرة J‑1 لشهر تقريباً قبل إعادة البرنامج، ما زاد الضغوط على عملية التوظيف لهذا العام.

وعلى الرغم من التحديات، هل تنصح توميمبانغ آخرين بالمجيء إلى الولايات المتحدة للتدريس في ظل مشهد الهجرة المتغيّر؟ تقول نعم: «يستحق الانتظار، ويستحق الوقت، ويستحق الجهد».

يقرأ  ٦ كتب فنيةللقراءة في أغسطس

عاقبة «غير مقصودة»

عندما سُئل متحدث باسم البيت الأبيض عن أثر اقتراح H‑1B على المعلّمين، قال إن «الرئيس ترامب وعد بوضع العمال الأميركيين أولاً، وهذا الإجراء المعقول يفعل ذلك عن طريق ثني الشركات عن استغلال النظام وخفض الأجور الأميركية».

نوفاسيو غير مقتنع بأن هذا الكلام ينسحب على قطاع التعليم، خصوصاً في هاردين. المعلّمون الدوليون في منطقته يتقاضون، بحسب قوله، نفس أجور زملائهم المحليين لأن الأجور تُحدَّد باتفاقات النقابة. وفي بيان، أحال البيت الأبيض إلى نصّ المرسوم الرئاسي الذي يسمح لوزارة الأمن الداخلي بمنح استثناءات للرسم، لكن ليس واضحاً إن كانت تلك الإعفاءات ستشمل المدارس والمناطق التعليمية. وعند طلب تعليق، أحال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي الصحافة إلى البيت الأبيض.

ساشا بودلسكي، مديرة الدفاع في AASA، المنظمة التي تمثل مديري المدارس والتي تعمل على التنقل ضمن القاعدة الجديدة في واشنطن، تقول إنها تنظر بتفاؤل إلى جزء من نصّ المرسوم: «نعتقد أن هذه عاقبة غير مقصودة، ونحن نفعل كل ما بوسعنا لضمان استثناء المعلّمين».

إلا أن الإدارة قد اقترحت، بالتوازي مع المرسوم، تغيير نظام H‑1B من قرعة عشوائية إلى مقياس مرجح يعطي الأفضلية للأعلى أجرًا. وكان متوسط أجر المعلّم في ولاية مونتانا عام 2023 حوالي 58,600 دولار، أي أقل بكثير مما يحصل عليه كثير من العاملين في قطاع التكنولوجيا.

ترى بودلسكي أن هذا الاقتراح قد يكون الأكثر ضرراً للمدارس والمعلّمين: «كما قد تتوقعون، التعليم ليس مهنة مربحة بشكل خاص، لذا نحن قلقون جداً من أن يشكّل ذلك حاجزاً طويل الأمد أمام استخدام هذه التأشيرات للقطاع التعليمي».

حتى ذلك الحين، يبحث نوفاسيو بالفعل عن معلمين للسنة القادمة — من الخارج ومن داخل البلاد. يعمل مع مسؤولي الولاية على خلق برنامج تدريب مهني للمعلمين وبناء سلسلة محلية أقوى لتخريج كوادر تعليمية. لدى منطقته شراكات مع الكليات المحلية أيضاً: «ليس لعدم المحاولة أننا لا نستطيع شغل هذه الوظائف».

يقرأ  بحسب مسؤولين: رضيع من بين قتيلين في هجوم بطائرة روسية مسيّرة على كييف

ويأمل أن يُبدِي الناس بعض التعاطف مع أولئك الذين يجمعون متعلقات حياتهم ويأتون إلى بلدنا ليعطوا وقتهم ومهاراتهم لتدريس اطفالنا.

أضف تعليق