بار كوبرشتاين يكشف: حماس عذّبت رهائن غزة انتقامًا من تصرّفات إيتامار بن غفير

في مقابلة كاشفة عقب تحريره من غزة، روى المخطوف السابق بار كوبرشتاين معاناته من معاملة قاسية في أسر حماس، شملت التجويع والاعتداء الجسدي والحرب النفسية المستمرة، وربط بعض مرتكبي العنف بأسماء سياسية إسرائيلية.

في حديث مروع مع قناة كان بعد الإفراج عنه، وصف كوبرشتاين كيف أن سجّانيه مارسوا ضغوطاً نفسية متواصلة وامتنعوا عن توفير أبسط ضروريات الحياة. “أتذكر أياماً كان لديهم طعام ونحن لا نحصل على شيء. لم يأتِ لهم طعام لنا”، قال كوبرشتاين.

عندما سئل إن كان الامتناع عن الطعام متعمداً، أجاب بالنفي لا، بل بالإيجاب: “نعم. كان هناك رجل نسميه ‘شاهورزيك’. قال لنا: أنا هنا لأضمن ألا يعاملكم أحد معاملة حسنة.” أشار كذلك إلى الفارق البدني الواضح بينهم وبين خاطفيهم: لم يأكل خاطفوه أمامهم بالضرورة، لكن كان يمكن ملاحظة ذلك من أوزانهم وأجسادهم. “كنا نضعف وهم يزدادون ضخامة”، وأضاف مشيراً إلى ظهور مقاطع لهم وهم يتناولون الولائم داخل الأنفاق، بينما تُروّج روايات عن مجاعة في غزة.

روى كوبرشتاين فترة تعذيب محددة بدأت حوالى اليوم (الـ)270 من اختطافه، وشرح أن المعتدين ربطوا تلك الجولة من الانتهاكات بالسياسة الإسرائيلية والإعلام. عند سؤاله عن سبب تصاعد العنف فجأة، ذكر أن الأمر مرتبط بفئة الأثرياء في البلاد وباسم وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير.

“أتذكر أنهم جاءونا محمّلين بمصادر. جعلونا نقف على الجدران وضربونا. أوضحوا أن السبب هو بن غفير وما يفعله مع الأغنياء”، قال، وأضاف أن الاعتداء تصاعد سريعاً.

في روايته التفصيلية: “بعد أسبوع، أخذوني إلى غرفتهم وربطوني بالطبع. عند دخولي تلقيت صفعتين قويتين على وجهي، سقطت أرضاً فوراً. جرّوني من أرجلنا عبر الغرفة كلها، وداسوا عليّ وأهانوني قدر ما استطاعوا”، هذا ما أدلى به لكان.

يقرأ  الصليب الأحمر يتسلم جثتين تزعم حماس أنهما من رهائن غزة

وأثناء تقييده لأرجله، بعث أحد الخاطفين برسالة مروعة بالعبرية. قال بصوت واضح: “حتى الان لم نفعل شيئاً. الآن ستشعرون به بأنفسكم. هذا ما نفعله للأغنياء عندكم.” شارك كوبرشتاين رعبه من تلك اللحظة: “حين ربطوا رجلاي فكرت، ماذا يحصل؟ هل سيكسرون رجلي الآن؟ تفكر: يا إلهي، قد يكون هذا هو نهايتي. كل حياتك تمر أمامك.”

واستمر التعذيب بوحشية مركزة: “أخذوا عصا وبدأوا يضربون قدمي. أتذكر أنني وضعت قدمي اليمنى فوق اليسرى لكي يتلقى الضرب ساقاً واحدة فقط. على الأقل اتركوني ساقاً واحدة. كان ذلك حظاً حقاً”، أشار إلى أن بعض أصابع قدميه انكسرت وأنه لم يتمكن من وضع وزن على ساقه لما يقارب شهراً.

وفي استرجاعه للغضب، عبّر كوبرشتاين عن إحباطه ليس فقط تجاه خاطفيه، بل أيضاً تجاه الوضع الذي سمح باستمرار هذه المعاملة: “كيف يمكن أن تحدث أمور مثل هذه وتُبث؟ إذا كانوا يعلمون بما يجري، كيف تركوكم تُعامَلون هكذا؟ أنت وزير في الحكومة — لماذا لا تعتني بنا؟”

رد وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير عبر منصة إكس بوصف مقابلة كوبرشتاين بأنها “دعاية” وتغذية لسردية حماس. وعرّج في منشوره على تعاطفه مع بار كوبرشتاين والمفرج عنهم، لكنه سرعان ما حول الحديث إلى موضوع السجون في إسرائيل، مؤكداً أن حماس كانت تمارس جرائم قبل أي تغييرات في سياسات السجون وأن ما نُشر عن السياسات أسهم بحسبه في خفض الهجمات وخلق رادع للحركة.

أضف تعليق