عرض نسيجي — يتمزق، ينساب، وينزف —

غاليري صغير على الحدود بين ريدجوود وبوشويك يأخذ الزائرين من شارع هادئ نصف صناعي ونصف تجاري الى قمم جبلية وسموات مقلوبة عبر شريط مُحترف من النسيج. معرض يديره الفنانون بعنوان «من الجميل أن تقع في الحب» في غاليري تمبست يعرض تلاعبات دقيقة ومُتقنة بالخيوط والأقمشة من عمل رايسا كابير، وكاثرين إيرل، وليلى سيدزاداه، ويغمر المشاهد بلطف في حوارات حول تغير المناخ وتحولات الهوية الثقافية على حد سواء.

كل عمل من هذه الأعمال يندمج في الوقت نفسه مع الجدران البيضاء والأرضية الخرسانية للغاليري ويقاوم صلابتها، ليكوّن من كل زاوية لُقطة جديدة تبدو مألوفة وغريبة في آن. أعمدة مرنة في تركيب ليلى سيدزاداه «رسم الهواء عبر قممه» (2025) تُعلّق قممًا مُثقلة وأحرف منحدرة ذات هامش يدفع المشهد نحو سلسلة جبلية سريالية تكاد تكون بلا وزن.

ليلى سيدزاداه، «رسم الهواء عبر قممه» (2025)

القماش الشفاف ذو نقوش البِيزلي يبرر الرجوع إلى ذاكرتها الطفولية للعب تحت خيم الصلاة (شَدوَر أمه)، بينما الحواف المُصبوغة يدويًا تذكّر بحافة السجاد الفارسي المزينة بالشَّراشِف. بالإحالة إلى مناظير «نگارگري» الفارسية متعددة الأبعاد، يأخذنا تركيبها إلى سلسلة جبال ألبرز التي شكّلت خلفية نشأتها في طهران. وعلى الجدار المجاور عند مدخل الغاليري، تلعب قطعة سيدزاداه الأخرى «خيوط الحنين» (2025) أيضًا على وتيرة تعددية الأبعاد من خلال شريط قماشي أزرق سماوي عائم مشوه مُعلّق تحت طائرة، يقلب إحساسنا بالأعلى والأسفل ويقلب واقع الحياة بزاوية 360 درجة.

ليلى سيدزاداه، «خيوط الحنين» (2025)

في مؤخرة الغاليري، تهتزّ قطع كاثرين إيرل الجدارية برفق عند مرور نسيم. معروضة في صف ثلاثي، تعمل أعمال إيرل من القطن والحرير كتأملات متعمدة ومتوترة في دور قابلية الإنسان للطَيّ في عالم الطبيعة. على اليسار، قطعة الفنانة «اللغات تموت كأنها أنهار» (2025)، شريط قطني أحمر داكن مصبوغ بأسلوب الباتيك مع تطريزات دقيقة، تتحدث عن ما فُقد أو تغيّر إلى ما بعد نقطة اللاعودة على مستوى إنثروبولوجي وبيئي. الوسطى، «صدوع» (2025)، قطعة حريرية مصبوغة ومطبوعة بالصدأ، تعكس اهتمام إيرل المستمر بتداعيات المادة ودلالاتها على التقادم والإهمال في ظل التقدّم. خيوط ملونة ومعدنية تلف نفسها داخل الأشكال المطبوعة، معيدة إدراك حدود اليد البشرية في عمل دودة القز والآلات. على اليمين، يتحول مربع الحرير المطبوع بالصدأ إلى ما يشبه جروحًا تلوّنت وتكلّست.

يقرأ  صور فائزة مذهلة من جوائز التصوير التقليلي 2025 — منصة التصميم الموثوقة — تغطية يومية للتصميم منذ 2007

كاثرين إيرل — من اليسار إلى اليمين: «اللغات تموت كأنها أنهار» (2025)، «صدوع» (2025)، ومربع حريري مطبوع بالصدأ (2025)

رايسا كابير، فنانة من مانشستر ذات أصول بنغلاديشية ومقيمة في لندن، تقود جمهورها عبر تاريخ من الصدمة الإمبراطورية المشبوكة بمقاومة مناهضة للاستعمار. يتضمن ذلك عنف الإمبراطورية البريطانية المترابط بتشكيل بنغلاديش وهجرة المدنيين اللاحقة إلى المملكة المتحدة؛ واضطراب واندثار صناعة النسيج في جنوب آسيا بفعل التصنيع والتجارة؛ والبُنى الطبقية داخل صناعة النسيج البريطانية. نُسجت تلك اللوحات النمطية لدى كابير بأحرف بنغالية معكوسة بأربع جهات بالأسود والأبيض والأحمر؛ تكون واضحة ومقروءة في مناطق، قبل أن يمتد السدية الطافية ويشوّهها، ثم تنفصل في النهاية إلى تشابكات خيوط متدفقة ونازفة.

أعمال رايسا كابير — من اليسار إلى اليمين: «ارفعي الحجاب واظهري لغتنا الصامتة» (2013)، و«خيوطك المفتوحة تكشفني» (2013)

توحي تلك الأوهام النسيجية بأرشيفات مُجزأة تسجل العنف الاستعماري وما بعده، وفقدان الثقافة والتاريخ عبر الشتات، والتشظيات المؤلمة للأُسر والمجتمعات والتقاليد والاقتصادات. والأهم من ذلك، أنها تستعيد وتعيد تفسير تراث بنغلاديش الثقافي بإحساس قوي من الفاعلية والإلحاح.

تفصيل من «صدوع» لكاثرين إيرل (2025)

تفاصيل من «ارفعي الحجاب واظهري لغتنا الصامتة» لرايسا كابير (2013) و«خيوطك المفتوحة تكشفني» (2013)

تفصيل من «رسم الهواء بين القمم» لليلى سيدزاداه (2025)

معرض «من الجميل أن تقع في الحب» مستمر في غاليري تمبست (1642 شارع ويرفيلد، ريدجوود، كوينز) حتى 1 نوفمبر.

أضف تعليق