إدارة ترامب تسحب تأشيرة الولايات المتحدة من الحائز على جائزة نوبل النيجيري وولي سوينكا

ألغت الولايات المتحدة تأشيرته لدخول البلاد للكاتب والمسرحي النيجيري وولي سوينكا، الذي أصبح أول كاتب أفريقي ينال جائزة نوبل في الآداب عام 1986.

خلال كلمة ألقاها في معرض “حصاد كونجي” بلاغوص يوم الثلاثاء، قرأ سوينكا علناً نص إشعار تسلّمه مؤخراً من القنصلية الأميركية المحلية، يطالبه بالحضور ومعه جواز سفره لإجراء إلغاء مادي للتأشيرة. قال وهو يقرأ الرسالة باستخفاف: «أحضِر تأشيرتك إلى القنصلية العامة للولايات المتحدة في لاغوص لإلغائها ميدانيًا. لتحديد موعد، الرجاء إرسال بريد إلكتروني — وهكذا دواليك — قبل الموعد».

أغلق سوينكا حاسوبه المحمول مزاحاً مع الحضور بأنه لا يملك وقتاً لتنفيذ الطلب. وأضاف مبتسماً: «أحب أصحاب الحسّ الفكاهي، وهذه من أكثر الجمل طرافةً التي وُجهت إليّ في حياتي. هل من متطوّع يأخذ مكاني؟ أنا مشغول ومندفع قليلاً».

أُصدرت تأشيرته في العام الماضي في ظل رئاسة جو بايدن، لكن في مدّة قصيرة عادت إدارة جديدة إلى البيت الأبيض: دونالد ترامب. ومنذ استئناف ولايته الثانية في يناير، شرع ترامب في تشديد سياسات الهجرة، وراجعت إدارته أو ألغت تأشيرات وبطاقات إقامة دائمة عن أشخاص اعتبرتهم غير متوافقين مع توجهات الرئيس الجمهوري.

في الفعالية، اتسم نبرة سوينكا بالسخرية الهادئة، مع تأكيده أن سحب التأشيرة سيمنعه من المشاركة في فعاليات أدبية وثقافية داخل امريكا. صرح قائلاً: «أود أن أطمئن القنصلية، والأميركيين هناك، أنني راضٍ تمام الرضا عن إلغاء تأشيرتي».

مازح سوينكا كذلك متذكراً كتاباته السابقة عن الطاغية الأوغندي عيدي أمين، واقترح ساخراً: «ربما آن أوان كتابة مسرحية عن دونالد ترامب».

سوينكا شخصية محورية في الأدب الإفريقي، ومسيرته تمتد عبر ألوان أدبية متعددة من الصحافة إلى الشعر والترجمة. أصدر عدة روايات من بينها “موسم الشذوذ” و”سجلات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض”، إلى جانب مجموعات قصصية عديدة. وفي سنّ الحادية والتسعين، ظلّ مناصراً صلباً لحرية التعبير ومناهضاً للرقابة، فكتب ذات يوم: «الكتب وكل أشكال الكتابة هي الإرهاب لدى من يودون قمع الحقيقة».

يقرأ  حُكم على زوجة سناتور سابق بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف

ألقي محاضرات عن هذا الموضوع في نيويورك لصالح مؤسسة PEN America المعنية بحرّية التعبير، وعاد إلى الولايات المتحدة عام 2021 لتسليم زميله وعالم الأدب هنري لويس غيتس الابن جائزة الخدمة الأدبية من المؤسسة.

وليس سوينكا الوحيد بين الحاصلين على نوبل الذين سُحبت تأشيراتهم منذ عودة ترامب إلى الحكم، فقد أُلغيت تأشيرة أوسكار أرياس، رئيس كوستاريكا الأسبق الحاصل على نوبل السلام 1987، في أبريل أيضاً. أبلغ أرياس إذاعة NPR أن المسؤولين أشاروا إلى علاقاته مع الصين كسبب محتمل للإلغاء، مشيراً إلى أنه خلال رئاسته الثانية (2006–2010) أقام علاقات دبلوماسية مع الصين لأنها صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لكنه لم يستبعد أن يكون انتقاده لترامب قد لعب دوراً في القرار.

لسوينكا تاريخ طويل من الجرأة الكلامية حول الشؤون الداخلية في نيجيريا والقضايا الدولية، وفي 2017 أعلن لمجلة The Atlantic أنه أتلف بطاقته الخضراء احتجاجاً على انتخاب ترامب عام 2016، مؤكداً أنه إن اضطر لزيارة الولايات المتحدة فلن يطلب معاملة خاصة بل سيلتحق بالطابور لطلب تأشيرة عادية ليُظهر أنه لم يعد جزءاً من المجتمع حتى على صعيد الإقامة.

أشار سوينكا في كلمته الثلاثاء إلى أن له أصدقاء مقربين في امريكا، وأن سابقاً تعرض للاضطهاد في بلده نيجيريا — ومن أشهر حكاياته أنه أثناء فترة عزله الانفرادي واصل الكتابة على ورق الحمام — ثم لجأ في التسعينات إلى الولايات المتحدة حيث مارس التدريس في جامعات مرموقة مثل هارفارد وييل وإيموري.

من جهتها، أعلنت إدارة ترامب أنها ستسحب التأشيرات عن من تعتبرهم تهديداً للأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية. وفي يونيو أصدر ترامب إعلاناً يدعو لتشديد إجراءات الهجرة بهدف ضمان ألا يحمل متلقو التأشيرة «مواقف عدائية تجاه مواطنيها، ثقافتها، حكومتها، مؤسساتها، أو مبادئها المؤسسة». ما الذي يُعد «موقفاً عدائياً» تجاه الثقافة الأميركية لا يزال غامضاً ومثار جدل. يرجى تزويدي بالنصِّ المراد إعادة صياغته وترجمته؛ لم يصِلنيي أي محتوى.

يقرأ  لماذا يحب المراهِقون التسكُّعُ في المكتبة؟

أضف تعليق