مخاوف من ارتكاب فظائع جماعية بعد سيطرة الميليشيات على مدينة الفاشر

نُشر في 29 أكتوبر 2025

تصاعدت المخاوف في السودان بعد سيطرة مجموعات شبه عسكرية على مدينة الفاشر الرئيسية، مع ورود تقارير عن انتهاكات جماعية واغتيال خمسة متطوعين من الهلال الأحمر السوداني في ولاية كردفان.

سقوط الفاشر، القلب التاريخي لدارفور، رافق تقارير عن عمليات قتل جماعي تستدعي ذكريات أحلك فترات النزاع في الإقليم. المدينة التي خضعت حصاراً دام 18 شهراً وميزته مجاعات وقصف متكرر، أصبحت الآن تحت قبضة قوات الدعم السريع، ذات الأصول المرتبطة بميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة قبل أكثر من عقدين.

المجموعات شبه العسكرية، التي تخوض حرباً شرسة مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، شُنَّت مؤخراً هجوماً نهائياً استولت خلاله على آخر مواقع الجيش بالمدينة. وفي شمال كردفان المجاورة، أفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر بأن خمسة متطوعين من الهلال الأحمر السوداني قُتلوا في بلدة بارا يوم الاثنين، بينما لا يزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين بعد سيطرة قوات الدعم السريع على البلدة يوم السبت.

يقول محللون إن السودان بات فعلياً منقسماً على محور شرق–غرب؛ قوات الدعم السريع تُدير حكمًا موازياً عبر دارفور، بينما يتمركز الجيش على طول النيل والساحل من البحر الأحمر في الشمال والشرق والوسط. سقوط الفاشر أعاد إلى الأذهان مشاهد مطلع الألفية عندما أحرقت ميليشيات الجنجويد قرىً وقتلت المئات من الآلاف في ما يُعتبر واحداً من أسوأ حوادث الإبادة في القرن الحادي والعشرين.

انتشرت منذ يوم الأحد مقاطع فيديو عبر الإنترنت تُظهر، بحسب تقارير، مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع ينفذون عمليات إعدام ويسلبون المدنيين ويعتدون عليهم. من جانبها أعلنت ائتلافية تقودها قوات الدعم السريع أنها ستؤسس لجنة للتحقق من مصداقية هذه المقاطع والادعاءات، زاعمة أن كثيراً من الفيديوهات «مفبركة» من قبل الجيش.

يقرأ  إغلاق مطار كيني بعد تجمّع حشود هائلة لاستقبال جثمان رئيس الوزراء السابق

حذرت الامم المتحدة من «انتهاكات وجرائم ذات دوافع عرقية»، بينما دانت الاتحاد الإفريقي «تصاعد العنف» و«الجرائم المزعومة». ووصفت مجموعات مناصرة للديمقراطية ما يجري بأنه «أسوأ أعمال عنف وتطهير عرقي» منذ يوم الأحد، فيما اتهمت قوات مشتركة موالية للجيش قوات الدعم السريع بقتل ما لا يقل عن ألفي مدني.

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 26 ألف شخص فرّوا من الفاشر خلال يومين فقط، معظمهم سيراً على الأقدام باتجاه تَويلة على بعد نحو 70 كيلومتراً غرباً. وتُقدِّر منظمة الهجرة التابعة للامم المتحدة أن نحو 177 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة، بعد أن بنت قوات الدعم السريع طوقاً ترابياً طوله حوالي 56 كيلومتراً، مما أغلق طرق الغذاء والدواء والمخارج.

لقد أودى الصراع في السودان بعشرات الآلاف من الضحايا وشرَّد الملايين، مما أشعل أكبر أزمة نزوح وجوع على مستوى العالم، ويتهم كل طرف الآخر بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.

أضف تعليق