إير كندا ونقابة مضيفي الطيران تستأنفان المفاوضات للمرة الأولى منذ اندلاع الإضراب

استأنفت شركة “إير كندا” والاتحاد الذي يمثل نحو 10,000 مضيفة ومضيف جوي المحادثات في وقت متأخر من مساء الاثنين؛ وكانت هذه أول جلسة تفاوضية منذ بدء الإضراب نهاية الأسبوع. يؤثر الإضراب على نحو 130,000 مسافر يومياً في ذروة موسم السفر الصيفي.

وقال الاتحاد في تحديث لأعضائه إن الناقل هو من بادر بالاتصال، وأن الاجتماع عُقد بمساعدة وسيط في توروونتو، بعد إعلان الاتحاد أن المضيفين الجويين لن يعودوا إلى العمل رغم أن الإضراب، الذي دخل يومه الثالث، تم اعتباره غير قانوني.

وكانت “إير كندا” قد أعلنت في وقت سابق أن عمليات الإلغاء المتدرجة ستستمر حتى ظهر الثلاثاء بعد أن تحدى الاتحاد أمر العودة إلى العمل للمرة الثانية. وأكدت الشركة أنها كانت تعتزم استئناف العمليات مساء الاثنين، لكن رئيس الاتحاد قال إن ذلك لن يحدث.

قال مارك هانكوك، الرئيس الوطني لاتحاد الموظفين العامين في كندا (CUPE): «لن نعود إلى السماء». وأضاف أن الاتحاد سيسعى لحل عبر طاولة المفاوضات، مبدياً استعداده لتحمل تبعات مخالفة الأوامر القضائية أو الإدارية: «إن كان الثمن أن يذهب بعضنا إلى السجن، فليكن؛ وإن كان أن يُغرم اتحادنا، فليكن كذلك».

أعلن مجلس العلاقات الصناعية الكندي يوم الاثنين أن الإضراب غير قانوني وأصدر أمراً بعودة المضيفين إلى العمل، مطالباً الاتحاد بإشعار كتابي لأعضائه قبل الظهر بأن عليهم استئناف واجباتهم. لكن الاتحاد تحدى هذا التوجيه وتجاهل أيضاً أمر نهاية الأسبوع بالخضوع للتحكيم الملزم وإنهاء الإضراب بحلول ظهر الأحد.

لم يتضح فوراً ما هي السبل المتاحة للمجلس أو للحكومة إذا استمر الاتحاد في الرفض. ويعارض زعماء النقابات الاستخدام المتكرر من قبل الحكومة لقانون يسلب العمال حق الإضراب ويُلزمهم بالتحكيم، وهو الإجراء ذاته الذي استُخدم سابقاً مع قطاعات الموانئ والسكك الحديدية وغيرهما.

يقرأ  هاتايا: رسومات شعبية متقنة التفاصيلالتصميم الذي تثق به — تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

قال رئيس الوزراء مارك كارني: «نحن في وضع تعطل فيه حرفياً مئات الآلاف من الكنديين والزوار بسبب هذا التحرك. أحث الطرفين على حل سريع». وشدّد على أهمية أن يحصل المضيفون والمضيفات على تعويض عادل في جميع الأحوال.

تشغّل “إير كندا” حوالي 700 رحلة يومياً، وقدّرت الشركة يوم الاثنين أن نحو خمسمائةألف عميل سيتأثرون بإلغاءات الرحلات. وأفادت شركة تحليلات الطيران Cirium أنه حتى ظهر الاثنين ألغت “إير كندا” ما لا يقل عن 1,219 رحلة داخلية و1,339 رحلة دولية منذ يوم الخميس الماضي، حين بدأت الناقلة بتعليق عملياتها تدريجياً قبيل الإضراب والإقفال.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “إير كندا”، مايكل روسّو، إنه لا يزال يبحث عن حل سريع: «نأمل أن نتمكن من السفر غداً، لكننا سنتخذ القرار لاحقاً اليوم»، وفق تصريح له على شبكة BNN Bloomberg عقب إعلان الاتحاد الاستمرار في الإضراب.

وتتوالى قصص المسافرين المتضررين؛ فمثلاً روبرت بريزيموفسكي، مقيم في مونتريال، وجد نفسه مع زوجته وطفليه عالقين في براغ منذ السبت بعد إلغاء رحلة عودتهم من عطلة استمرت أسبوعين لزيارة الأقارب. فقد فرصة بدء عمل جديد الاثنين لأن الرحلة لم تعده في الوقت المناسب، وتمت إعادة حجزهم على رحلة في 25 أغسطس — أي بعد أكثر من أسبوع على موعد عودتهم الأصلي. وأضاف أن أطفاله سيفوتون أول يوم دراسي، وأن زوجته لن تتقاضى أجر ذلك الأسبوع لأن إجازاتها المدفوعة قد نفدت. وختم: «لن أركب طائرة “إير كندا” مجدداً، سآخذ القارب إن اقتضى الأمر».

وقعت أعمال الاحتجاج أمام مطار بيرسون الدولي في تورونتو، فيما ظل وضع المفاوضات متوتراً بعد نحو ثمانية أشهر من المحادثات التي لم تُحرز تقدماً كافياً حول الأجور والعمل غير المدفوع الذي يؤديه المضيفون عندما لا تكون الطائرات في الجو. قدمت الشركة عرضاً بزيادة إجمالية في التعويضات تبلغ 38% تشمل المزايا والمعاشات على مدى أربع سنوات، ووصفت العرض بأنه سيجعل المضيفين من بين الأعلى أجراً في كندا، لكن الاتحاد اعتبر أن الزيادة الأولية المقترحة بنسبة 8% في السنة الأولى لا تكفي لمواجهة معدلات التضخم.

يقرأ  بصمات أيادٍ محفوظة تكشف تحرّكات البشر منذ آلاف السنين

أعلنت “إير كندا” أن الركاب المتضررين يؤهلون لطلب استرداد كامل عبر موقع الشركة أو تطبيقها المحمول.

أضف تعليق